من يكون البديل عن الحريري؟

كتب شادي هيلانة في “أخبار اليوم”:
مرّ على تكليف الرئيس سعد الحريري لتشكيل الحكومة، ثمانية اشهر، منذ 22 تشرين الأول 2020، ولا يزال الصراع سيّد المشهد، رغم كثرة الحراك الخارجي والمبادرات الداخلية، لا سيما التي يقودها رئيس البرلمان نبيه بري، والبطريرك الماروني بشارة الراعي.

ومرّت الفترة الذهبية التي كانت منتظرة ولم تبصر الحكومة النور حتى الآن، فسقطت الدعوة بمرور الزمن، مقابل وجود حكومة تصريف أعمال، حيث يعتكف رئيسها حسان دياب منذ فترةٍ، في ظلّ الظروف الحساسة التي يمرّ بها لبنان. لكن التوقعات سارت في اتجاهات مختلفة، وأدت بالرئيسين ميشال عون وسعد الحريري إلى معارك سياسية، وهو الأمر الذي جرّ البلد إلى اشتباكات دفعت نحو مزيد من الفوضى السياسية التي تترافق مع فوضى اقتصادية.
وفي معرض الحديث عن اعتذار الحريري شرط تسميته البديل عنه، فالأخير لم يسبق انهُ سمّى كبدائل له سوى اسمين، الاول نواف سلام والثاني سمير حمود، وكل ما طُرح من اسماء اخرى لا علاقة له بها كما نقل عن مصادر بيت الوسط، لكنّ الثنائي الشيعي سيرفضان هكذا خيار، لذلك عدنا إلى البدائل الاُخرى فهل يقع الخيار على الرئيس فؤاد السنيورة أمّ الرئيس تمام سلام؟

السنيورة يُعد اسماً استفزازيا ومن سابع المستحيلات القبول به، نذكر انهُ تعرّض لأقسى من الاغتيال الذي أصاب الرئيس الشهيد رفيق الحريري، صار ضحية اغتيال سياسي من نوع آخر وعلى يد الفريق نفسه لكن بأسماء مختلفة، حيث عمل فريق التيار الوطني الحر أثناء رئاسة العماد ميشال عون له على وضع كتاب باسم “الإبراء المستحيل”، وأصبح هذا الكتاب بمثابة “قميص عثمان”، يحلو لرئيس التيار الحالي النائب جبران باسيل استعماله كورقة ابتزاز ضد السنيورة وما مثيله من امتداد للحريرية السياسية رغم أنّ السنيورة مثل أمام القضاء المالي مرات عديدة فنّد خلالها بالأرقام والمستندات كيفية صرف أموال المساعدات وعدم صحة مزاعم التيار الوطني الحر.
وعليه، فإنّ الشخصية التي يوجب تسميتها، يجب ان تكون قادرة على التخلص من الفيتو العوني على ترؤس الحكومة. ولذلك، أسهم سلام إلى الارتفاع، على خلفية إمكانية حصوله على الغطاء الداخلي، ومن جميع القوى، وايضا على خلفية إمكانية حصوله على الضمانات الخارجية.

ومعروف ان العلاقة الوطيدة بين آل الحريري والرئيس سلام، وهناك رضا تام عن شخصه وادائه السياسي من دار الفتوى والمجلس الشرعي الإسلامي الأعلى وأيضاً رؤساء الحكومات السابقين، لكنه سبق أنّ أبدى تحفظه على العودة إلى رئاسة الحكومة على اعتبار أن ما يسري على الحريري يسري عليه، وهذا ما يحصن حضوره لدى بيئة تيار المستقبل.
فهل يعود سلام ليكون فرصة للتوفيق بين متطلبات الخارج والداخل، وينقذ البلاد من المعضلة الحكومية التي لم تعرف خلاصاً لها؟!