تجمع في التل تزامنا مع الاضراب وتشديد على الاسراع في تأليف حكومة تنقذ الوطن والشعب

تداعت الهيئات النقابية والسياسية في طرابلس إلى تجمع في منطقة التل، شارك فيه الأمين العام للاتحاد العمالي العام سعد الدين حميدي صقر ومنسق طرابلس في تيار “المستقبل” بسام زيادة ومسؤول قطاع النقابات في تيار “العزم” غسان يكن ورضوان ياسين ممثلا حزب “طليعة لبنان العربي الاشتراكي” ورئيس اتحاد نقابات العمال والمستخدمين في الشمال شعبان بدرة ونقيب السائقين العموميين في الشمال شادي السيد وممثلين عن النقابات العمالية وأرباب العمل في المدينة.

 

بداية تحدث السيد فأشار الى “الواقع المتردي الذي يعيشه الشعب اللبناني وتعدد الأزمات من الوقود إلى الدواء فالماء وحيث يعجز اللبناني حتى عن شراء مياه الشرب التي تحلق أسعارها”. وأكد أن “الحل الأساسي ولادة حكومة وتوقف المعرقلين المعروفين للجميع في البلد فيما هم يرتكبون فعل الخيانة للناس والبلد.الشعب اليوم في مواجهة الظلم والجوع والفقر ولا مناص من مواجهة مفتوحة مع الظالمين”.

 

زيادة

 

وكانت كلمة لزيادة ممثلا رئيس تيار المستقبل سعد الحريري، قال فيها: “إن التحرك اليوم هو في وجه من يحتكر القرار السياسي والاقتصادي والمالي. لقد آن الأوان لكسرِ هذا المسلسل الدرامي، الذي يأخذنا جميعا شعبا وأحزابا إلى حافة الهاوية، آن الأوان لوضع حد للسادية السياسية التي يحلو للبعض ممارستها على حساب الدستور واتفاق الطائف وقبل أي شيء على حساب المواطن، الذي وصلت أحواله إلى القعر”.

 

أضاف: “تحركنا اليوم في وجه من يعرقل تأليف حكومة إنقاذ ويبتدع اعرافا جديدة، ويخرق الدستور واتفاق الطائف. نحن حريصون على السلم الاهلي، ولن يكون هناك حل الا بالإصلاح الاقتصادي والاجتماعي”.

 

وختم : نعم نحن نزلنا اليوم، لنقول كفى، كفى تعطيلا اليوم وقبل أي شيء، المطلوب حكومة إنقاذ، المطلوب إعادة الثقة بلبناننا”.

 

بدرة

 

استهل بدرة كلمته متوجها الى العمال وأبناء الفيحاء المناضلة، مشيرا إلى “أننا نلتقي اليوم لنؤكد تضامننا ووقوفنا صفا واحدا في مواجهة الظلم والطغيان بعد أن أصبحنا تحت وطاة البطالة والفقر والجوع والمرض وقد تحولت حياتنا اليومية الى جحيم في ظل تحكم طغمة مالية متوحشة وفاسدة وتخلت الدولة عن دورها في رعاية كل مواطنيها وانصب اهتمامها على سن القوانين التي تحمي الفاسدين الذين هربوا أموالهم للخارج وصادروا أموال المودعين الشرفاء الذين أصبحوا مثلنا يستجدون بعض أموالهم لتأمين لقمة العيش لعائلاتهم في حدودها الدنيا دون أن يرف لحكامنا جفن”.

 

أضاف: “لقد توحد اللبنانيون في المعاناة من تحكّم مافيات التهريب للخارج او تكديس البضائع في المستودعات على امل زيادة ارباحهم بعد رفع الدعم عن المواد الاساسية. وهكذا اختفت المواد الغذائية من الاسواق وفقد حليب الاطفال واختفت الادوية من الصيدليات واختفت المحروقات من بنزين ومازوت وفيول وكدست في المستودعات لتباع بأسعار خيالية لا قدرة للمواطن على دفعها. هكذا بدأنا نشاهد طوابير السيارات تتنظر ساعات أمام المحطات لتحصل على ليترات قليلة، بعد ان زاد سعرها واصبحت متوفرة باسعار خيالية خارج المحطات ويمكن تعميم هذا الوضع على المواد كافة التي فقدت وأصبحت تظهر في أسواق العالم بعد أن هربت للخارج”.

 

وتابع: “يبقى السؤال المركزي الذي يتطلب جوابا سريعا وحاسما وهو التالي: هل نستمر في الشكوى أم نلجأ الى المواجهة لإجبار السلطة على الرضوخ لمطالبنا؟ وجاء الجواب سريعا بدعوة الاتحاد العمالي العام الى تشكيل جبهة نقابية موسعة تضم كل المتضررين مما يجري تبدأ حراكا تصاعديا لفرض الاستجابة لمطالبنا المحقة والعادلة التي يشكل اعتصام اليوم أحد حلقاته والذي يستمر ولن يتوقف قبل تحقيق مطالبنا كاملة”

 

وختم: “إن الاسراع في تأليف حكومة إنقاذ وطني هو المدخل لبدء تحقيق مطالبنا والتلكؤ في تنفيذ هذا المطلب يعني استمرار معاناتنا. لذلك نشجب كل محاولات التسويف والمماطلة التي تتم غير عابئة بما حل بنا علما ان استمرار هذا الوضع يعني ان انفجار غضبة الجياع ستؤدي الى الاطاحة بكل العاملين على استمرار موتنا البطيء وعندها لن ينفع الندم. اللهم أشهد أنني قد بلغت وحذرت. اتقوا الله ايها الحكام”.

 

صقر

 

من جهته تناول صقر “ما آلت إليه الأوضاع العامة في البلد حيث تطغى لغة الفقر والعوز على كل شيء ويعبر اليوم الشعب اللبناني عن غضبه جراء الاستهتار الحاصل من كل المسؤولين من دون استثناء. لذلك نريد حكومة وكل من يقف في وجه تأليفها خائن لوطنه وشعبه ولأمته. لقد أصبح تأليف الحكومة مطلبا شعبيا لنتمكن من تجاوز هذه المرحلة الصعبة وما وصلنا إليه نتيجة أعمال ناهبي الناس ومصاصي دماء الناس وحيتان المال الموجودين في المصارف الذين سرقوا مدخرات الفقراء”.

 

وقال: “يجب أن نقتص من كل سارق لتعود الحقوق لأصحابها. ويحب أن نكون جميعا صفا واحدا وكلمة واحدة في وجه كل هؤلاء وهذه الوقفات اليوم في كل لبنان وفي كل المناطق هي خير تعبير عن هذا الوجع وهذا الظلم الذي لحق بالشعب كله. يجب أن نقول كلمة واحدة ونقف وقفة واحدة وان تتزايد الأعداد في الوقفات الاحتجاجية يوما بعد يوم ولا نستهين بأي أمر لأننا اصبحنا تحت خط الفقر وكل الإحصاءات تقول ان 52 في المئة من الشعب اللبناني صار تحت خط الفقر. إلى أين سنصل في ظل هذا الأداء ومع هؤلاء المسؤولين ومع هذا العهد الذي ومن أجل وزير بالطالع ووزير بالنازل يتغاضى عن جوع الناس واذلالهم عند محطات البنزين وعند أبواب المستشفيات وعند الصيدليات وحتى لأجل رغيف الخبز فلا يتمكن أي لبناني من العيش بكرامة. ومعا سنعمل ويدا بيد، وإن شاء الله سنستمر”.

 

وختم: “من الذي يقدر على الوقوف في وجه الجوع الذي يضرب الجميع؟ لا بد أن يقف الجميع سواء حقيقة أو بادعاء ذلك مع صوت الفقراء وصوت المحرومين في هذا الوطن”.