الراعي حدد بوصلته نهائيا: هذه الجهة هي المسؤولة

بات واضحا ان البطريرك الماروني بشارة الراعي قرر الولوج في عمق الازمة في لبنان في مواقفه وتحركاته ، من دون التوقف عند ” التفاصيل السياسية والحكومية”. وتندرج في هذا الاطار دعوته المتكررة الى حياد لبنان ومطالبة الجهات الدولي بعقد مؤتمر لدعم لبنان، والتي تلاقي تجاوبا كبيرا في الداخل اللبناني وتحفظا من اطراف اساسية في مقدمها حزب الله.

وعلى رغم حرص الطرفين، اي الراعي وحزب الله، على عدم الجهر علنا بالخلاف منعا لارتداداته الطائفية، الا ان الواضح ان بكركي ماضية في التصويب المباشر وغير المباشر على مواقف حزب الله.

ومن هذا المنطلق شكل كلام الراعي في عظته امس رسالة واضحة قال فيها”هناك من يمنع تشكيل الحكومة ويريد أن يقفل البلد ويتسلّم مفاتيحه.هذه رهاناتٌ خاطئة. هذا بلدٌ لا يُسلِّم مقاليدَه لأحدٍ ولا يَستسلمَ أمامَ أحد”.

وهذا الموقف جاء استكمالا لعظة الراعي الاسبوع الماضي التي قال فيها” لن نَسمحَ بتغييرِ نظامِ لبنان الديمقراطيّ. لن نسمحَ بتزويرِ هوّيةِ لبنان. لن نَسمحَ بتشويهِ حياةِ اللبنانيّين الحضاريّة. لن نسمحَ بالقضاءِ على الحضارة اللبنانيّة. لن نسمحَ باستمرارِ توريطِ لبنان في صراعاتِ المِنطقة. فعندما لم يتمّ احترام: لا شِعارَ “لا شرقَ ولا غربَ”، ولا التحييدَ، ولا حتّى النأيِ بالنفس، طرَحْنا إعلان نظامَ الحيادِ الناشِط بكلِّ أبعادِه الدستوريّة. وعندما بات الإنقاذُ الداخليُّ مستحيلًا، طالبنا بمؤتمرٍ دُوَليٍّ خاصٍّ بلبنان برعاية منظّمة الأمم المتّحدة”.

مصادر بكركي تؤكد ” ان مواقف الراعي هذه ستكون في صلب ورقة العمل التي يجري اعداها للقاء الذي دعا اليه البابا فرنسيس بحضور رؤساء الطوائف المسيحيّة في الفاتيكان في 1 تموز المقبل”.

وأشارت الى” ان اجتماع البطاركة الكاثوليك والارثوذكس في بكركي قبل ايام افضى الى اتفاق على اعداد ورقة تحضيرية لموقف موحّد سينقل في مذكرة خاصة الى الفاتيكان، ومجموعة من الاقتراحات التي يمكن ان ترسلها بكركي الى الفاتيكان قبل الموعد المحدّد للقاء”

ولفتت الى” ان المقرر خلال اللقاء مع البابا ان يدلي كل بطريرك بموقفه الخاص الى جانب الورقة الموحدة، وسيكون موقف الراعي استكمالا للعظات والمواقف التي يدلي بها منذ اللقاء الشعبي الحاشد في بكركي قبل اشهر.