هل باتت استقالة نواب “التيار” على قاب قوسين؟

جاء في “المركزية”:

 

بين الإيجابية التي يُصّر رئيس الجمهورية على تظهيرها في مسألة تشكيل الحكومة والأجواء السلبية المزروعة على طريق بعبدا وبيت الوسط خلاصة واضحة: تفاقم الأزمات المعيشية التي وصلت إلى حد استحالة دخول مريض إلى مستشفى وشراء علبة دواء… أما مشهد طوابير الذل على محطات الوقود فكفيلة وحدها بإعادة خلط كل الأوراق.

 

وفي ظل الجمود القاتل والمراوحة الحاصلين على خط تشكيل الحكومة، برزت أجواء “التغيير والإصلاح” من داخل تكتل لبنان القوي الذي تحدثت أوساطه عن “أنّ رئيس الجمهورية في مرحلة تقييم الوضع بما يملك من صلاحيات التي وإن كانت محدودة في هذا المجال، لكنه يملك قدرة سياسية عبر تكتله النيابي الذي لن يبقى في موقع المتفرج إلى ما شاء الله”. فهل باتت خطوة استقالة نواب التكتل من المجلس قاب قوسين وكيف سيتلقفها حليفه “حزب الله” الذي سيعتبرها بمثابة ضربة لرئيس المجلس نبيه بري ولورقة إمساكه بالغالبية النيابية؟

 

عضو الهيئة التأسيسية في التيار الوطني الحر والوزير السابق غابي ليون أكد عبر “المركزية” أنّ “رئيس الجمهورية ميشال عون لن يوفر جهدا للخروج من حال المراوحة الخطيرة التي تعيشها البلاد وفق الصلاحيات التي يملكها بموجب الدستور. وتأتي هذه الخطوة في مقابل رفض رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب التصرف وإن كنا ندرك أن معنى “تصريف” مطاط لكن استمرار عمر حكومة تصريف الأعمال يعطيه الصلاحية بالتصرف والمؤسف أنه يصر على عدم التحرك”.

 

“بالنسبة إلى الرئيس المكلف، يسأل ليون: “هل طرح الحريري نفسه لتشكيل حكومة أم لعدم التشكيل؟ ولماذ عاد عن كلامه عقب استقالة الرئيس المكلف مصطفى أديب عندما قال بأنه غير مطروح لرئاسة الحكومة وبعد مرور 48 ساعة عاد وصرح بأنه المرشح الطبيعي لرئاسة الحكومة – وهذا حقه طبعا-؟”.

 

أن يملك رئيس الجمهورية أكبر كتلة نيابية في مجلس النواب فهذا كاف لمنحه صلاحيات ومنها تقديم الكتلة إقتراح قانون لتقصير ولاية مجلس النواب. فهل يتم التصويت عليه؟ يؤكد ليون أنّ “لا شيء يمنع من أن تتخذ أكبر كتلة نيابية المبادرة لتحريك حال الجمود القاتل والمراوحة في مسألة تشكيل الحكومة. وفي حال اتخاذ خطوة مماثلة يكون رئيس الجمهورية قد استعمل صلاحياته من خلال ممثلي الشعب اللبناني لأن الدستور لا يسمح بسحب التكليف. أضف إلى ذلك أن عامل رفاهية الوقت لم يعد لصالح أي من الفريقين في ظل انتعاش الأزمات في البلد ووصولها إلى مرحلة خطيرة تنذر بالإنفجار الشعبي”. فهل تكمن العقدة في التمثيل أم في اسماء الوزراء أم أنها انتقلت إلى خلاف على مكان التكليف بين البياضة وبيت الوسط؟”.

 

وأضاف: “هناك أصول في التشكيل والدستور واضح في هذا المجال بحيث يتولى الرئيس المكلف مهام التأليف بالتوافق مع رئيس الجمهورية. وكلمة تأليف لا تحمل إلا معنى واحدا. أكثر من ذلك لماذا وافق الحريري على مبدأ المداورة في وزارة المالية ولا يريد التنازل عن منح الرئيس حق تسمية وزراء مسيحيين؟ لماذا لم يسم عين التينة وحارة حريك ويعترض على لقاء باسيل والخليلين ومحمد صفا في دارته في البياضة علما أن باسيل كان أبلغهما بأنه لا يريد أن يشارك في الحكومة ولن يمنحها الثقة لكنهم أصروا على اللقاء لنقل أجواء مبادرة بري اليه ، فهل يعتبر ذلك انتقال عملية تأليف الحكومة من بيت الوسط إلى البياضة؟”. أما إذا كان الحريري مصرا فليقم بما يمليه عليه واجبه كرئيس مكلف أي التواجد في قصر بعبدا يومياً وعلى مدى 24 ساعة للخروج بالتوافق مع الرئيس بحكومة من شأنها إخراج البلد من حال الجمود والمراوحة”. وعن موقف حزب الله من اتخاذ حليفه خطوة الإستقالة من المجلس قال ليون:” السيد حسن نصرالله كان واضحا في كلامه عندما رفض مبدأ الإنتخابات النيابية المبكرة لكن إلى متى الإنتظار؟ هناك منطق في الأمور السياسية والبلد ما عاد يحتمل”.

 

ويختم ليون “الإستقالة إذا ما طرحت فهي ليست من باب النكايات والأولوية لدى الرئيس عون تشكيل حكومة في أسرع وقت وإلا إعادة تكوين السلطة عبر انتخابات نيابية مبكرة أو إعتذار الرئيس المكلف…وليس في ذلك انتقاص من مقام ودور الرئيس المكلف”.