“المستقبل”: هل نحن في عهد جبران باسيل أم في عهد ميشال عون؟

صدر عن “تيار المستقبل” البيان الآتي:‏

لا يترك “رئيس الظل” جبران باسيل مناسبةً إلا ويتكلم بها بلسان رئيس الجمهورية، ويؤكد المؤكد بأن ‏إرادة التعطيل تتقدم لدى الرجلين على كل الإرادات الوطنية الساعية إلى تأليف حكومة مهمة طال ‏انتظارها من قبل اللبنانيين.‏

المشكلة، أن جبران باسيل لا يقيم أي وزن لمعاناة اللبنانيين بفعل فشل العهد وحكومته، وجل ما يعنيه ‏اليوم استدراج العروض السياسية من أجل استعادة اعتباره السياسي الذي مُني بانتكاسة العقوبات ‏الأميركية، وهو لهذه الغاية، لم يكتفِ بإفشال عهد رئيس الجمهورية ميشال عون، بل يمعن في استخدامه ‏أداةً لإعادة تعويم نفسه، من عراضات الدلع التي سبقت التكليف، إلى سياسات التعطيل التي ترافق التأليف، ‏وصولاً إلى دعوته لعقد حوار وطني في قصر بعبدا، وقد فاته أن غالبية اللبنانيين، وبفضله، ينظرون إلى ‏القصر في عهد عون على أنه مؤسسة حزبية تابعة لباسيل، وليس موقعاً للرئاسة الأولى.‏

فهل نحن في عهد جبران باسيل ام في عهد ميشال عون؟ ام أن الاقدار قد رمت اللبنانيين في مستنقع ‏سياسي يديره باسيل ويرعاه عون؟

‏ من يستمع لجبران باسيل، يتأكد له المؤكد بان هذا الشخص يمارس اللعب على حافة الهاوية من حساب ‏رئاسة الجمهورية وعلى حساب كل السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية في لبنان. لقد نجح جبران ‏في استنزاف رئاسة الجمهورية وتعريضها لأبشع التهم والأوصاف وتفخيخها بفريق عمل من المستشارين ‏تتنافس على تنصيب سيد العهد على عرش اسوأ العهود في تاريخ لبنان. ‏

ويتوهم جبران باسيل، ان استخدامه لولي نعمته السياسي ومبرر وجوده في الحياة العامة الرئيس عون، ‏سيمكنه من الانقضاض على رئاسة الحكومة وكسر شوكتها والاستيلاء على صلاحيات التكليف والتأليف ‏واحكام السيطرة على السلطة التنفيذية . ‏

ويتعاظم ضباب الاوهام في رأس جبران الى حدود الاعتقاد بان من يقدر على تعطيل الدعوة الى لقاء ‏حواري للكتل النيابية تحت قبة البرلمان وبرعاية رئيس المجلس، في مقدوره اصدار مذكرة جلب للقيادات ‏اللبنانية بالحضور الى قصر بعبدا تحت مسمى الحوار الوطني . ‏

لا يا جبران، لن يكون لك ذلك، ولن تحصل، مهما ناورت وغامرت واستقويت بالعهد وسيده، على تعويم ‏نفسك والجلوس الى طاولة تريدها جسراً لتحقيق احلامك واوهامك . ‏

بات لزاماً عليك يا جبران أن تدرك أن مسرحياتك لرمي كرة التعطيل في ملعب الآخرين رديئة الإخراج، ‏وحافلة بسوء النوايا، مهما غلفتها بمساحيق التجميل الميثاقية .‏

لقد بات القاصي والداني يعلم في لبنان والخارج، أن باسيل الذي يقود اللبنانيين إلى جهنم التي بشرنا بها ‏رئيس جمهوريته، مولع بإشعال النيران السياسية هنا وهناك، وهو آخر من يحق له الادعاء بأنه يمارس ‏دور الاطفائي، كما اجتهد يائساً في مؤتمره الصحافي اليوم.‏

يبقى، أن الشمس طالعة والناس قاشعة، واللبنانيون كفروا بعهد باسيل وعون، وباتوا يسمونه بـ”عهد ‏جهنم”، فهل من يتعظ رأفة باللبنانيين؟ أم أن لا مكان للبنانيين في حسابات باسيل ومن لف لفه في هذا ‏العهد “؟