كتب وليد حسين في “المدن”:
في ظل الوعود المتكررة حول كميات اللقاحات الكبيرة التي تصل إلى لبنان في الشهرين المقبلين، ومن شأنها رفع نسبة المناعة المجتمعية إلى نحو 70 في المئة، ما زالت الوقائع في الواقع مغايرة لهذه الوعود.
ستصل 170 ألف جرعة اليوم من فايزر، تخصّص لاستهداف فئات جديدة، واستكمال الأشخاص الذين تلقوا الجرعة الأولى، على أن تعلن وزارة الصحة في منتصف الأسبوع المقبل عن خطة جديدة للتلقيح، وفق ما أكدت مصادر “المدن”.
كميات كبيرة غير كافية
رغم استقبال لبنان نحو 170 ألف جرعة أسبوعياً من لقاحات فايزر في الشهرين المقبلين، منها عبر الشركة مباشرة وأخرى من خلال منصة “كوفاكس”، فإن ضخامة هذه الكميات لن تكفي إلا فئات عمرية محددة.
وقد بدأت اللجنة التنفيذية للقاحات بإعداد الخطط اللوجستية، واستحداث مراكز كبيرة لاستيعاب هذه الكميات وتسريع توزيعها على المواطنين. وبدأت بإرسال مواعيد للفئة العمرية التي تزيد عن ستين عاماً، بالتزامن مع بدء إرسال مواعيد للفئة العمرية التي تزيد عن خمسين عاماً للذين يعانون من أمراض مزمنة مثل السكري والضغط. وذلك بعد إرسال مواعيد لجميع الفئات التي تزيد عن 18 عاماً للأشخاص الذين يعانون من أمراض السرطان وأجروا زراعية نقي العظم والأمراض المشابهة. لكن وفق معلومات “المدن” الكميات التي ستصل إلى لبنان من لقاح فايزر، لن تكفي إلا للفئة العمرية التي تزيد عن خمسين عاماً.
مع وصول دفعة 170 ألف جرعة من الشركة، الاستعدادات جارية لتسريع حملة التلقيح يوم غد الإثنين. وبدأت مراكز التلقيح تحجز الكميات المطلوبة. ففي بعض المراكز في بيروت هناك حجوزات تصل إلى نحو 1600 موعد يومياً في كل منها. وهذا من شأنه رفع عدد الجرعات اليومية المنفذة بشكل غير مسبوق. لكن يبقى التعويل على حسن عمل منصة التلقيح في ظل الضغط الذي يحصل يوم غد الإثنين، الذي سيكون بمثابة اختبار. فحصول الأعطال المعتادة في المنصة، يبطئ العمل ويوقفه، وتحصل “مجزرة في اللقاحات”، كما تقول مصادر متابعة.
ليس قبل 3 أشهر
العيون شاخصة حالياً على الاسراع في فتح المراكز الجديدة وإجراء التحسينات على المنصة كي تسير العملية بالشكل المطلوب في الشهرين المقبلين. لكن الحديث عن كميات فايزر المهولة التي تصل، ورغم أنها صحيحة، وتصل إلى نحو مليون ونصف، إلا أنها لن تكون كافية للجميع، ولن تصل إلى الفئات العمرية التي تقل عن خمسين عاماً.
فالفئات العمرية التي تزيد عن 50 عاماً، من الذين لم يتلقوا استرازينيكا، ستصلهم المواعيد لتلقي فايزر، ويضاف إليهم الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة من كل الفئات العمرية. وهذه الفئات تسهلك الجرعات التي تستلمها وزارة الصحة. أما الكميات التي توزع عبر القطاع الخاص، فتشمل الأشخاص الذين ستدفع مؤسساتهم ثمن اللقاحات حصراً، وعدد الجرعات هو نحو 750 ألف جرعة، تساوي عدد الجرعات التي توزعها وزارة الصحة مجاناً من خلال المنصة.
ووفق المصادر، جرعات فايزر التي ستصل إلى لبنان في الشهرين المقبلين، تستفيد منها الفئة العمرية التي تجاوزت إعمارها خمسين عاماً أو أقل بقليل. لكن طبيعة الهرم السكاني وتوزع الأعمار في لبنان، يجعل الفئة العمرية التي تزيد عن أربعين عاماً، وتقل عن 50 عاماً، بعيدة عن تلقي فايزر. فهذه الفئة العمرية تعتبر أكبر شريحة لتلقي اللقاحات. ولن تصلها لقاحات فايرز عبر المنصة قبل مرور الأشهر الثلاثة المقبلة. بالتالي سيقتصر وصول اللقاحات في المرحلة المقبلة إلى من هم فوق الخمسين عاماً، وفق ما أكدت المصادر.
وفي حال زادت وتيرة تلقي الفئات العمرية التي تزيد عن ثلاثين عاماً لقاح استرازينيكا، ستصل كمية من فايزر إلى شريحة عمرية تحت الخمسين عاماً. لكن في الأحوال كلها، يبدو تسريع العملية في الشهرين المقبلين والوصل إلى كل الأشخاص الذين يزيد عمرهم عن خمسين عاماً، أمراً جيد في ذاته، تقول المصادر.