كتبت لوسي بارسخيان في “نداء الوطن”:
يحاصَر مركز المعاينة الميكانيكية في زحلة بشاحنة نقل كبيرة، لا تزال مركونة في موقعها منذ نحو أسبوعين، كحركة إحتجاجية قادت الى اقفال جميع مراكز المعاينة الميكانيكية على الاراضي اللبنانية منذ 5 أيار الجاري.
لا يوجد موظفون في الداخل، وفي الخارج غابت زحمة السيارات التي أدّى توقّف المعاينة في مرحلة التعبئة العامة، الى تهافتها على المركز قبل انقضاء “المهل المحددة”، فيما مؤسسات الخدمات التي نشأت حول المركز، في شلل تام.
لا شك أن تعطيل عمل مركز المعاينة الميكانيكية إنعكس سلباً على مداخيل الدولة من رسوم الميكانيك المتوجبة. إلا أن القلق الأكبر بالنسبة لموظفي المركز في زحلة يبقى على مداخيلهم الفردية، التي يعتبرون أنها باتت مهدّدة بعد تكرّر عمليات الإقفال، ما يعرّض عائلات نحو 50 موظفاً في مركز زحلة، بين فني وإداري، لعدم الإستقرار المعيشي.
بعض هؤلاء الموظفين وِفقاً لمصادر في المركز، عيّن بوظيفته منذ سنوات، فأسّس عائلة وأصبح راتبه معيلاً لها، وبعضهم عليه متوجّبات شهرية كأقساط بيت أو مدرسة أو غيرها، وهم متخوّفون من أن يتحوّلوا “كبش محرقة” في مشكلة، لا “ناقة لنا فيها ولا جمل” كما يقولون، خصوصا أن أحداً لم يضع إستراتيجية واضحة ورؤية مستقبلية تؤمن إستمرارية المركز والخدمات التي يقدّمها، وتتيح الإستقرار الوظيفي للعاملين في المركز.
ينتظر هؤلاء كيفية إنعكاس أزمة إغلاق المركز الاخيرة على رواتبهم، ويتخوفون من أن يؤدّي طول مدة الإقفال الى التقليص من أعداد الموظفين، ما يعتبرون أنه سيخلق أزمة إجتماعية بالنسبة لعدد كبير منهم ، في ظل ظرف معيشي يصعب على الكثيرين فيه إيجاد وظائف بديلة. ومن هنا يطالب موظفو مركز زحلة أن تكون “الدولة” هي الحكم في هذا الملف، وتعمل على إيجاد حلول تقلّل ممّا يعتبره المعترضون شوائب تحيط بعمل مركز الميكانيك، وتؤمن عودة الموظفين الى أشغالهم.
في هذه الأثناء، تراجعت الحركة العامة لمعظم المؤسسات التي تقدّم الخدمات في محيط مركز المعاينة. الكاراجات ومحلات الدواليب وكهرباء السيارات التي كانت تقوم بعمليات تصليح سريعة للسيارات الساقطة التي لم تستوف شروط السير، خف عملها كثيرا لأنه كان مرتبطا بشكل وثيق بحركة مركز المعاينة ذلك أن أصحاب السيارات كانوا يضطرون إلى تصليح سريع للأعطال قبل الدخول إلى الكشف وبعد النتيجة السلبية لكي يعودوا في اليوم نفسه من أجل كشف جديد. وإذا كان بين هؤلاء من وجد ثغرات تؤمّن له موارد غير شرعية من عمل المركز، فإنّ عدداً غير قليل منهم أمّنوا خدمات بسيطة ولكنها توفر لعائلاتهم حياة كريمة. وقلق هؤلاء من إستمرار إغلاق مركز الميكانيك، يوازي قلق موظفي المركز على مستقبلهم.