شقير: هذا سيمنع حصول أزمة مماثلة لما هو حاصل مع السعودية

عقد في مقر غرفة بيروت وجبل لبنان إجتماع زراعي برئاسة رئيس الهيئات الاقتصادية الوزير السابق محمد شقير بحضور مستشار الرئيس سعد الحريري فادي فواز، رئيس لجنة الزراعة في اتحاد الغرف اللبنانية رفلة دبانة، مدير عام شركة Merit Invest -CMA CGM جوزف دقاّق، وممثلين عن هيئات نقابية زراعية والمؤسسة العامة لتشجيع الإستثمار – ايدال ومزارعين.

وخُصَّص الإجتماع لإطلاع المنتجين والمصدرين الزراعيين على المركز اللوجستي الذي تنشؤه CEVA Logistics التابعةلمجموعة CMA CGM في تعنايل البقاعية، المتخصص في تطوير الإنتاج الزراعي وتحسين نوعيته بما يتناسب مع متطلبات ومواصفات الأسواق الأوروبية وتوضيبه وتخزينه بأعلى المعايير العالمية وصولاً الى تصديره الى الأسواق الخارجية لاسيما الى أوروبا وانكلترا، وكذلك ربط المنتجين الزراعيين مع الخبراء في شركة CEVA Logistics.

بداية تحدث شقير مرحباً بالمشاركين في الإجتماع الذي سيكون على حد قوله فاتحة لإجتماعات أخرى تعنى بالقطاع الزراعي، “هذا القطاع الإنتاجي الذي يعوّل عليه كثيراً في هذه المرحلة الصعبة التي يمر فيها لبنان، وكذلك في المستقبل لإرتباطه ارتباطاً وثيقاً بالأمن الغذائي وبالمنتجات الصناعية اللبنانية وبالمطبخ اللبناني، إضافة الى أهميته وتأثيره الإيجابي في الميزان التجاريوإدخال العملات الصعبة الى لبنان عبر تصدير منتجاته”.

وتوجه شقير بالشكر لمجموعة CMA CGM على انشائها المركز اللوجستي الزراعي في البقاع والذي يعتبر الأول من نوعه في لبنان والمنطقة، ولأهميته الاستراتيجية على المستوى الزراعي كونه سيحقق نقلة نوعية في مواءمة الانتاج الزراعي في لبنان مع مطلبات وحاجات الأسواق الاوروبية إضافة الى كل الخدمات اللوجتسية المتطورة التي يضعها في خدمة القطاع الزراعي”، مؤكداً ان لبنان الذي يعتمد على القطاع الخاص بحاجة ماسة الى مثل هذه المبادرات الرائدة لإعادته مركزاً اقتصادياً مرموقاً في المنطقة”.

وشدد شقير على ان “وجود مراكز توضيب متخصصة بالتصدير الزراعي وعلى هذا المستوى، وتحديد عمليات تصدير عبرها، سيمنع حصول أي أزمة مماثلة لما هو حاصل اليوم مع المملكة العربية السعودية”.

من جهته، شكر دقاق شقير على دعوته لهذا الاجتماع، وأشار الى أن مجموعة CMA CGM اشترت منذ حوالي السنتين شركة CEVA Logistics وهي تعتبر من أكبر الشركات اللوجستية المنتشرة حول العالم ويتم حالياً انشاء مركزاً واحداً (one-stop shop) لتجميع وفرز وتغليف ومن ثم تبريد وشحن وتسويقالفاكهة اللبنانية في تعنايل – البقاع.

وقال دقاق “لقد تم تكليف خبراء عالميين ومتخصصين للتسويق والترويج للفاكهة اللبنانية. كذلك تم افتتاح منذ حوالي 6 أشهر قسم للشحن الجوي تابع لمجموعة CMA CGM، ومن المتوقع ان تصل اول طائرة الى لبنان في 3 حزيران المقبل”، لافتاً الى انهوبحسب الاحصاءات في السنوات الأربع الأخيرة، صدرت مجموعة CMA CGM بين 75 و80 في المئة من صادرات لبنان الزراعية ومعظمها الى دول الخليج ومصر.

وأوضح دقاق ان المركز الذي يتم انشاؤها في منطقة تعنايل البقاعية من المتوقع ان يبدأ العمل فيه أواخر آب المقبل.

وقال “استعداداً لذلك، تم إختيار عددا من المنتجات وتم أخذ عينات منها وارسالها الى المملكة المتحدة للتأكد من نوعياتها ومواصفاتها، وبالفعل كانت التجربة جيدة وحصلنا على اهتمام المستوردين مع بعض الملاحظات البسيطة والتي يتم العمل عليها حالياً. بالاضافة الى ذلك، اشترت مجموعة CMA CGM العلامة التجارية “الرفاعي” والتي ستوزع من خلالها عدد كبير من المنتجات اللبنانية والتي ستنتشر في عدد كبير من السوبرماركت في اوروبا والعالم.

وحدد دقاق أهداف المركز بالآتي: تحسين نوعية الانتاج الزراعي، زيادة الانتاجية، توضيب الانتاج الزراعي بأعلى المواصفات العالمية، صلة وصل بين المنتج والمزارع، الاستفادة من علاقات مجموعة CMA CGM لتسويق المنتجات الزراعية في الخارج خصوصاً في اوروبا والمملكة المتحدة، مؤكداً ان نجاح المشروع سيمكنه من توسيع نطاق عمله ليشمل عددا أكبر من المنتجات، خصوصاً ان هدف خدمة القطاع الزراعي واعادة الفاكهة اللبنانية على الخارطة العالمية وليس تحقيق الربح”.

وتحدث المدير الاقليمي في شركة CEVA Logistics ايلي شمسي فعرض كل الاعمال التي يقوم به المركز والاهداف التي يعمل على تحقيها، مشيراً الى قدرته الاستيعابية تصل الى حوالي 8 آلاف طن سنوياً، ويتم تجهيزه بآلات والتكنولجيا عالمية متطورة.

ولفت الى ان المركز يتضمن كمرحلة أولى 4 خطوط لجمع وفرز وتوضيب وتبريد وتخزين العنب والكرز والأفوكادو والحمضيات، وهو يبعد فقط حوالي 48 كم عن مرفأ بيروت والمطار. والأهم أنه سيتم توفير كافة الشروط والمواصفات وشهادات الجودة العاليمة التي أصبحت شرطاً أساسياً للتصدير الى أوروبا وأميركا ومن المرجح أن تصبح أيضاً شرطاً للتصدير مستقبلاً الى دول الخليج.

وأكد ان الهدف الأول للمشروع هو تحسين نوعية المنتجات واصنافها لتلبية متطلبات الأسواق وتخفيض التكلفة لتمكينها من المنافسة في الأسواق العلمية.

بعد ذلك، دار نقاش مطول بين المنتجين والمصدرين والزراعيين وممثلين مجموعة CMA CGM حول كل التفاصيل المتعلق بالمشروع وأهميته وكيفية ترسيخ علاقة عملية بين الطرفين.

وقد تم الاتفاق على عقد اجتماعات أخرى لاستكمال النقاش والوصول الى آلية عمل مرنة تمكن من الاستخدام الأفضل للمشروع، بما يعوج بالفائدة على القطاع الزراعي وتنافسيته.​