بات اللبناني أسير “جيبته”، يبحث عن التوفير ولو بزجاجة البيبسي، المهم أن تطول “كمشة الورق” التي يتقاضاها شهريا لتعتاش منها عائلته التي أدمى الفقر يومياتها.
من مظاهر السلع التي تعكس فعليا التدهور الكبير الحاصل، ما يتم تسويقه عن زجاجة البيبسي “شربها ردا” التي عادت الى السوق في ظل هذه الازمة لتذكرنا بزمن “رد الفراغة” أو دفع ثمنها اذا ما اردنا الاحتفاظ بها.
مع ضعف القدرة الشرائية للمستهلك، قررت الشركة إتّباع نمط جديد لتسويق المنتج للحفاظ على رأس المال الموضوع للإنتاج. فبعملية بسيطة عبر إعادة الزجاجة لتعبئتها من جديد تكون الشركة قد تمكنت من توفير خمسين في المئة من ثمن الزجاجة التي كانت تباع للمستهلك بالزجاجات التي تذهب الى النفايات لتعاد وتُصنّع.
اما اليوم فإلى جانب الانخفاض الذي طال الكمية الموجودة في الزجاجة بحسب حجمها، فإن الشركة تحافظ في هذا السياق على كلفة الإنتاج بعد أن قفز الدولار الى 12500 ليرة.
في المقابل تتكلف الشركة شحن الزجاجات الى المصنع، كما أن عملية التعقيم التي تقوم بها مُكلِفة نظراً لإرتفاع فاتورة الشركات المختصة بالتعقيم، لاسيما مع تداعيات فيروس كورونا التي تفرض إجراءات إستثنائية لتعقيم المواد التي تستعمل أكثر من مرة. هذا بالإضافة الى كلفة تسويق هذا المنتج، والتي تحتاج الى فاتورة كبيرة لإقناع المواطن بالعودة الى زمن “شربها ردها”.