طبخة السفارات للحكومة…ستنضج أمّ ستحترق!؟

كتب شادي هيلانة في “أخبار اليوم”:

لا يوجد تفسيرٌ منطقيٌ للجمود السياسي الانتحاري، في تشكيل الحكومة اللبنانية المشلولة لمدة ثمانية أشهر، سوى بمزايدات التعطيل وتقاذف المسؤوليات، وعلى إظهارها أنّها مجرد خدعة محلية للمساومة، لكن الحقيقة المُرّة تقول انها مأسورة مباشرة من طهران وبأيادٍ محلية من المستوى الرفيع، لمواجهة التصعيد الدولي الأكبر بأدوات داخلية ملثمة تخطف استقرار لبنان الاجتماعي والاقتصادي والامني لمآرب خارجية عقائدية .

إطلاق سراح الحكومة

ووفقًا لمصادر قريبة من احدى السفارات الاجنبية، فأنّه من الأفضل خدمة مصالح اللبنانيين من خلال تشجيع مختلف الفرقاء، على التوصل إلى اتفاق حول تشكيل الحكومة، بصرف النظر عن الحصص التي سيحصل عليها هذا وذاك. وتضيف المصادر، عبر وكالة “أخبار اليوم”، لقد شكّلت التوقعات الاقتصادية الكارثية المحلية والعقوبات المتزايدة دوافع قوية لـ”حزب الله” لتوجيه سلاح التعطيل، بوجه الامن المعيشي لدى اللبنانيين، لكن ما انّ تنضج طبختهم سيطلقون سراح الحكومة، وبالتالي مدركون انه لا يمكن أن تتوفر سوى بحكومة يقودها الحريري”.

التوتر السعودي – الإيراني

واعتبرتّ المصادر إنّ عملية تشكيل الحكومة في لبنان تعترضها تجاذبات داخلية على النفوذ والموارد واقتسام السلطة، لكن العقبة الرئيسية في نهاية الأمر تتعلق بالتوتر المتصاعد بين السعودية وإيران.

وقالت: التأخير في تشكيل حكومة في لبنان يرجع الى جزءٍ داخلي لا يُذكر، ولكن الأسباب الاكبر هي نفسها مدفوعة بقضايا إقليمية أوسع، خاصة فيما يتعلق بالصراع بين المملكة العربية السعودية وإيران، وبالتالي لن تُحلّ الّا بتوافق دولي.

ورأت المصادر ان في الصورة المحيطة بالجمود الداخلي كيف أنّ المشهد السياسي الداخلي في لبنان تتحكم فيه الديناميات الإقليمية. وهذا ما بدا جلياً عبر تحرك السفارات النشطة على خط اروقة اصحاب القرار، وستنشط اكثر في الايام المقبلة لتحقيق تقدم في المحادثات حول تشكيل حكومة لبنانية بمعزل عن التأثير الإقليمي.

رسالة واضحة

واكدت المصادر انّ سفارة بلادها في لبنان بعثت برسالة الى مسؤولين لبنانيين رفيعي المستوى مفادها: “تشكيل حكومة ترد الاعتبار للدول المحيطة، وحاجة لبنان إلى تفادي العزلة الخارجية التي أتتّ كارثية، فيأخذ في الحسبان الضغوط الدولية والإقليمية”.

ختمت المصادر: مبديةً على مراعاة أصواتاً عربية وإسلامية، مؤيدة للحريري، ومتحفظة على دور إيران وحزب الله في لبنان والمنطقة؛ ما سيعطي هذا الأخير مساحة كافية للحدّ من خسائره في تشكيل الحكومة، وتجعله قادراً على التحرك بحرية نسبية وبما يخفف من قيود في الداخل”.

المصدر: وكالة أخبار اليوم