لم يكذب وزير الداخلية محمد فهمي على الشعب اللبناني، حين كشف أن “الوضع الأمني قد تلاشى، وأننا وصلنا إلى الحضيض”، رافعاً أصابعه العشرة. ويبدو أن “بوادر الحضيض” بدأت ترتسم معالمها يوماً بعد يوم.
وفي السياق، تفاجأت إحدى البلدات البقاعية الكبرى الأسبوع الماضي، بحادث أمني أقل ما يُقال فيه أنه بطح هيبة الدولة بطحاً مميتاً، وداس عليها.
وفي التفاصيل التي حصل عليها “ليبانون ديبايت”، انه “تمكّن أحد الأشخاص من القبض على لصّ داخل مزرعته، واتّصل على الفور بشرطة البلديّة، ليتبيّن أن هذا اللص هو أحد سكان البلدة، والمعروف عنه أنه وعائلته من أصحاب السوابق”.
وكما في الأفلام الهوليوودية، هدّد اللّص عناصر شرطة البلدية، بأنّه إذا تمّ تسليمه إلى القوى الأمنيّة، سيرتكب مجزرة بأهلهم، فما كان من العناصر إلّا أن أطلقوا سراحه، بالرغم من أنه ضبط متلبّساً داخل المزرعة بعمليّة سرقة”.
فمن يُلام؟ صاحب المزرعة لأنه نسي أن البلد كلّه أصبح مزرعة؟ أم عناصر شرطة البلدية الذين خافوا على أهلهم من الموت في ظلّ وضع أمني مهترئ؟ أم وزير الداخلية الذي نضع برسمه هذه الحادثة، بعد أن قرّر مصارحة شعبه بالحقيقة؟
وهل يجب أن نبدأ بتنظيم حماية ذاتية كشعب، في ظل دولة نعت نفسها قبل أن تولد؟
المصدر : Lebanon Debate