جريمة 14 شباط 2005 أخرجتّ السوري…4 شباط 2021 هل سيتكرر السيناريو مع الايراني !؟

دولة السيادة والاستقلال… هل تتحقق في ظل أوجّ الصراعات والابتزازات الإقليمية

كتب شادي هيلانة في أخبار اليوم

اللهيب الجهنمي الذي أحرق رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري في وسط بيروت، ادّى الى إنفجار الصراع الاميركي – الإيراني على أرض لبنان.

لماذا إيران؟

لانها المعني الحقيقي الاول بقرار مجلس الأمن الرقم 1559. صحيح ان هذا القرار الذي وضعته واشنطن وباريس، يطالب بإنسحاب القوات السورية من لبنان، إلا أنه يشّدد أولاً وأساساً على نزع سلاح “حزب الله” اللبناني الموالي لإيران.

كل هذه العوامل مجتمعة، جعلت حزب الله في قلب الهدف الذي يجب توجيه كل البنادق نحوه.
فتجريده من صواريخه، قلب معادلة توازن الرعب مع إسرائيل وسهل فرص توجيه ضربة عسكرية لبلاد فارس.

نزع سلاحه يعني جعلهُ بلا “أسنان”، وتحويله من قوة مقاتلة إقليمية إلى قوة سياسية محلية لبنانية، مما يُضعف الممانعة في المنطقة للمشروع الأميركي، وسيسّهل على المعارضة اللبنانية، تعديل موازين القوى الطائفية لصالحها ولصالح الغرب.

علماً ان اغتيال رفيق الحريري شكل حالة عدم توازن، وحالة إمساك من قبل طائفة، أو من قبل حزب في البلد ومشروع إقليمي يضع يده على لبنان وعلى سوريا وعلى العراق.

4 شباط 2021 قتل لقمان سليم

هذه العملية ستزيد بشكل كبير من الضغط على حزب الله في لبنان وستفاقم التوتر الشعبي القائم.

إذا حللنا هذه العملية في هذا السياق، يمكننا أن نقول أن من نفذها كان يريد زيادة تأزيم وضع حزب الله في لبنان وحشره في الزاوية، ودفع اللبنانيين للحشد ضده كما حصل في عام 2005.

خلاصة ما سبق هي أن هذه العملية شبيهة كثيراً بالاهداف من عملية اغتيال رفيق الحريري، لأنها فيها فوائد ومضار لمحور المقاومة. في الفترة الحالية ضرر هذه العملية هو أكبر من نفعها.

من المستفيد ؟

ان عمليات الاغتيالات في الآونة الأخيرة، ستعيد لبنان إلى جيب أميركا مجدداً كما حصل في ثورة الأرز في عام 2005. أما محورالممناعة فهو يستفيد من عمليات الاغتيال معنوياً بالمقام الأول، بمعنى أن هذه العمليات تعيد ترميم نفوذ هذا المحور بوصفه يملك أذرعاً أمنية ضاربة.

فالمسألة تتعلق بصراع النفوذ على لبنان. هذه العملية حالياً تصب في مصلحة أميركا وليس إيران.

في الخلاصة انتهى الحضور السوري مع ارتكاب جريمة كبرى بحق لبنان، وقاد المشروع الإيراني البلاد إلى أكبر كارثة اقتصادية ومالية وأمنية تمرعليها في تاريخها منذ الحرب العالمية الأولى.

لقد كانت موجة الاغتيالات التي أعقبت التخلص من الحريري الأب، الأشنع في تاريخ لبنان، وتكفلت بتطويع النظام العام وربطه بالقرار الإيراني.

انصرف من تبقى من الطاقم السياسي التقليدي إلى ترتيب أموره في ظل السيطرة الجديدة، ونشأ ما سيُسمى بتحالف الميليشيا والفساد، الذي أفرغ سلطة المؤسسات الشرعية ودولة القانون من أي مضمون.

امّا اليوم المُعجزات ليست مستحيلة، هل ستخرج ايران؟ ما دام الشعور العام في لبنان يميل إلى مصلحة دولة السيادة والاستقلال! فهل يتحقق ذلك في ظل أوجّ الصراعات والابتزازات الإقليمية التي “تتناتف” في الساحة اللبنانية؟!

شادي هيلانة –”اخبار اليوم”