جاء في “المركزية”:
للمرة الثانية في غضون يومين، يتحدث البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي عن ضرورة ان يخرج المسؤولون على اللبنانيين ليصارحوهم، في حقيقة الاسباب التي تحول دون ولادة الحكومة منذ أشهر. في رسالته الميلادية امس، وجّه اليهم هذا النداء، وفي عظته في قداس الميلاد في بكركي اليوم والذي غاب عنه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، كرّره.
لكن سيّد الصرح طرح احتمال ان تكون العقد محلية وان تكون خارجية اقليمية. وقد قال اليوم “تفاجأنا بتعطيل خطط الإصلاح والمبادرات الدولية وتوقعنا أن يسرع المسؤولون في تأليف حكومة تكون في مستوى التحديات فتفاجأنا بوضع شروط وشروط مضادّة ومعايير مستحدثة بربط التأليف بصراعات المنطقة والعالم”، مضيفا “إذا كانت أسباب عدم تشكيل الحكومة داخلية فالمشكلة عظيمة وإذا كانت خارجية فهي أعظم لأنّها تفضح الولاء الى الخارج والتغيير بات ملحاً وكم تمنّينا على عون والرئيس المكلف سعد الحريري أن يشكلا فريقاً واحداً وأن يعلوا على جميع الضغوط فيكسبان ثقة الشعب والعالم”…
فأين تكمن العقدة الاساسية؟ بحسب ما تقول مصادر سياسية مراقبة لـ”المركزية”، هي مزيج من اثنين. في الواجهة، يتهيّأ للناظر الى المشهد الحكومي ان العائق الاساس امام التشكيل هو في الكباش بين فريق بعبدا والتيار الوطني الحر من جهة، والرئيس المكلف من جهة ثانية، حول الصلاحيات ودور بعبدا في التأليف، وحول المعايير الموحدة، واختيار الوزراء وتسميتهم، وايضا، حول الحقائب وكيفية توزيعها وأبرزها القضائية والامنية الطابَع، وأخيرا حول الحصص حيث لا يزال الفريق الرئاسي يسعى الى الحصول على الثلث المعطل في اي تركيبة يقترحها الحريري.
لكن في الجزء الخلفي للصورة، تتابع المصادر، يبدو ان حزب الله – بالوكالة عن ايران – لا يزال يفضّل التريث في الافراج عن الحكومة، ويؤثر تركها معلّقة الى حين ذهاب ادارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب وتسلّم الرئيس الاميركي الجديد المنتخب جو بايدن مقاليد الحكم في واشنطن. وبعدها، وفي ضوء الطريق الذي سيسلكه في التعاطي مع الجمهورية الايرانية، تحدد طهران وتاليا حزب الله، ما يجب فعله بلبنان وورقة حكومته، هل يفكّ أسرها ام لا، هل يتشدد الحزب في شروطه ونظرته الى التركيبة التي يضعها الحريري ام يسهّل له التشكيل.
فحتى الساعة، تضيف المصادر، لا يزال الحزب في موقع “المتفرّج”، ولا يبادر الى التدخّل لدى حلفائه واولهم رئيس التيار النائب جبران باسيل، ليليّن مواقفه، فيتم رفع العقبات التي تصعّب مسار الحريري الى السراي. هذا هو الواقع، رغم الحديث عن مساع توفيقية قام بها الحزب في الايام الماضية، ورغم قول عضو المجلس السياسي في “حزب الله” الوزير السابق محمود قماطي امس ان “موقف “حزب الله” الثابت والدائم هو بضرورة الاسراع في تشكيل الحكومة و”حزب الله” يريد تشكيل هذه الحكومة في أسرع وقت ممكن، وهو من اكثر القوى المسهلة لانتاج وتشكيل هذه الحكومة في ما يخصه ويخص الاخرين، ويحاول ان يذلل العقبات بقدر الامكان”.
فعندما يصدر الامر من طهران ويصل الى الضاحية، ستتلاشى كل الشروط الداخلية، في لحظات وتبصر الحكومة النور، تختم المصادر.