هل يسلم الرئيس عون الرئاسة الى باسيل

كتب شادي هيلانة:

عون الذي لا يشرك في الحكم أحداً، عدل سياسة الرجل الأوحد، ليضيف عليها نكهة الصهر المدلّل، الذي شارك خلال السنوات الأخيرة في تعطيل تشكيل الحكومات، وفرض شروطه على أي حكومة تتشكل في البلاد، وهو ما أسس لمرحلة جديدة من العناد والتعطيل وفرض الأسماء، لم يشهدها لبنان منذ عقود.

يدرك اللبنانيون أن باسيل، الشخصية الأكثر جدلاً في كل شيء، يضع يده على قرار الدولة منذ تولي الرئيس عون رئاسة الجمهورية، كما ان عون لا يتخذ قراراً ولا يعطل ملفاً أو بنداً حكومياً إلا بعد الرجوع إلى باسيل.

وهذا ما يتسرب عن رئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري، الذي ضاق ذرعاً بباسيل وإجراءاته منذ انتهاء انتخابات برلمان 2018 وما رافق تشكيل الحكومة المستقيلة من تعطيلٍ مدة 6 أشهر، لرفض باسيل كل الصيغ التي قدمها الحريري والتي لم تشبع رغبة صهر الرئيس وعطشه المستمر للحكم.هو الأمر الذي جعله في احتكاك سلبي مع بقية الأفرقاء المتضررين من قوة حضوره، وجزء من المتضررين هم من حلفاء باسيل وحزب الله كسليمان فرنجية المنافس الجدي لباسيل في حلمه للرئاسة، ونبيه بري حليف حزب الله وتوأمه الشيعي، وهو ما شكَّل حالة استفزاز مستمر تعيشها البلاد منذ إتمام التسوية الرئاسية.

هل يسلم عون الرئاسة الى باسيل ؟

لم تعد مخفية على احد، إن عون، في اخر زيارة له الى موسكو فاتح الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في اقتراح يقضي بأن يقدم عون استقالته من الرئاسة بشرط أن يقدم الروس ضمانات انتخاب باسيل خلفاً له.

ماذا إذا قرر ميشال عون أن يفاجىء الجميع بإستقالته من رئاسة الجمهورية في نهاية العام 2021، علماً أنه لوّح في الأسابيع الأخيرة مراراً أمام أفراد عائلته، بإحتمال إقدامه على الإستقالة؟

ماذا إذا فُرض فرضاً على جدول أعمال هذا المجلس النيابي أن يختار رئيساً للجمهورية لا أن تترك هذه المهمة للمجلس المقبل بكل توازناته وموازينه؟.

بعض حلفاء حزب الله قلقون وعلى رأسهم جبران باسيل.أي مرشح رئاسي جدي سيحاول التقرب من حزب الله لنيل بركته، وفي الوقت نفسه، لا بأس من الإبتعاد عنه، ولو بقدر معين، لنيل بركة الأميركيين أو تفادي الفيتو.

فجاء التعنت وشدّ الحبال، بين الحريري وباسيل وبصراحة وقحة، لن تنجح محاولات التقارب التي ترعاها شخصيات لإتفاق الرجلين، فالأمور لن تمر بهذه السهولة كما يراها البعض ، الامور واضحة امام اللبنانيين، هو الاتفاق او القبول في ما بينهما على مقايضة شبيهة بالتي سبقتها، بعدما ولتّ ازمنة التسويات، تكمن المقايضة ” أُسهل مجيئك على رأس الحكومة وأباركها، لكن إضمنّ لي شرف الرئاسة الأُولى”،باسيل الذي لم يعد مرغوباً شعبياً، حتى دولياً، والرافض للانتخابات المبكرة، فزعامة التيّار في تناقص اقتراعي عند المسيحيّين، في مقارنة بين نتائج انتخابات ٢٠٠٥ والانتخابات الأخيرة، والقوّات اللبنانيّة هي المستفيدة من تناقص شعبيّة التيّار.

يمكن لمناصري عون أن يلزموا منازلهم من دون الاقتراع لباسيل في المستقبل.

فلا بديل يبدله احد عن صديقه السابق والمقبل الرئيس الحريري صاحب العلاقات الدولية الاوروبية والعربية ولا بديل عن مخاصمة الحليف في التسوية الرئاسية الأُولى سوى الانتحار السياسي.

باسيل يفعل ما بوسعه لكي يصبح رئيسًا ولو كلّف هدفه لبنان ثمناً باهظاً.

المصدر : الكلمة اونلاين