نفق التشكيل طويل

يعيش لبنان على حبال انتظار اتصال هاتفي بين رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، ورئيس “التيار الوطني الحر“ النائب جبران باسيل، لكسر “الحرد“ بين الرجلين، والوصول إلى اتفاق يعيد الحريري إلى السراي الحكومي، قبل 3 أيام من موعد الاستشارات النيابية الملزمة لتكليف رئيس حكومة جديد في قصر بعبدا.
ولا تشي المواقف الداخلية الصادرة عن الطرفين بقرب الوصول إلى تفاهم يفتح الطريق بسهولة أمام تسمية الحريري، الخميس المقبل، إلا أن مصادر مطلعة أكدت لـ”الجريدة الكويتية“، أمس، أن “الاستشارات في موعدها الخميس“، نافية “وجود أي توجه لتأجيلها“، وقالت إن “المشكلة التي ارجئت من أجلها الاستشارات الخميس الماضي ستنتقل الى مرحلة التأليف، حيث لا يمكن إعطاء كتل (وزارة المالية للثنائي الشيعي)، ما يحجب عن كتل أخرى لناحية المطالب“.
واعتبرت المصادر أن “البلاد ستدخل في نفق التشكيل لفترة طويلة بعد رفض الحريري التنازل لباسيل والخضوع لشروطه، مقابل رفض باسيل تسمية الحريري، وربما ايضا من عدم منحه الثقة لاحقا“، ورجحت أن “يسمى زعيم المستقبل بنحو 70 صوتا الخميس، في ظل رفض نواب التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية تسميته“.

وكشفت عن “جهود للمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم خلال اليومين الماضيين لتسهيل عملية تشكيل الحكومة، فهو زار واشنطن يوم الجمعة الماضي، والتقى مستشار الأمن القومي روبرت أوبراين، ومديرة وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية جينا هاسبيل، كما سيصل إلى باريس خلال الساعات المقبلة للقاء أحد أعضاء فريق عمل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون المكلف بمتابعة الشأن اللبناني، كما سيلتقي رئيس الاستخبارات الخارجية برنار ايمييه، الذي يتابع أيضا الملف اللبناني“.
وأشارت المصادر إلى أن “اتصالات ابراهيم شددت على ضرورة حصول الاستشارات الخميس المقبل، في محاولة لفتح كوة في جدار الأزمة الحكومية، لأن البلاد لم تعد تحتمل الشغور على مستوى السلطة التنفيذية“.