معطيات خطيرة… فهل من مواجهة عسكرية؟

كتبت وكالة “المركزية”:

المواجهة الاعلامية والنفسية بين اسرائيل وحزب الله تتوالى فصولا. وسواء كانت ستقود الى مواجهة عسكرية أم أمنية، او لا، فإن ما تكشفه تل ابيب خلالها من معطيات ومعلومات، يُعتبر خطيرا ولا يمكن ان يمر عليه المرء مرور الكرام سيما بعد زلزال 4 آب.

ففي اعقاب خطاب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو امام الامم المتحدة منذ ايام والذي تحدث فيه عن مصانع سرية لصواريخ تابعة لحزب الله في 3 مناطق لبنانية مأهولة، سارع الحزب الى تنظيم جولة اعلامية للصحافيين في منطقة الجناح لاثبات زيف ادعاءات الكيان العبري، سيما وان ما قاله الاخير تسبّب بهلع شعبي غير مسبوق.

غير ان هذه الجولة لم تكن على ما يبدو كافية ولم تحقّق هدفها الا وهو – كما اسلفنا – التأكيد ان لا معامل لانتاج اسلحة منتشرة بين الناس. فقد كشف الجيش الإسرائيلي، مجددا امس، عن تفاصيل جديدة تخص النشاطات في مواقع تابعة لحزب الله مخصصة لإنتاج وتطوير مواد تستخدم في مشروع الصواريخ الدقيقة التوجيه.

وشملت المعطيات الجديدة التي تحدث عنها الجيش الاسرائيلي، تفاصيل وظيفة المعدات في حي الجناح، التي عُرضت على الصحفيين من قبل حزب الله في الموقع الذي ادعى مسؤول الحزب الإعلامي إنه موقع مدني. وأوضح في بيان أن ماكينة ثني المعادن تعالج المعادن التي تتكون منها أغلفة المحرك، والرأس الحربي وأقسام تحكم الصاروخ.

أما ماكينة درفلة المعادن فتشكل المعدن على شكل دائري وذلك لاستخدامه في صناعة أجزاء المحرك، الرأس الحربي وأقسام تحكم الصاروخ. وكشف البيان أن ماكينة التقطيع بالليزر وبآلة هيدروليكية وذاتية تستعمل لقص المعادن بالزوايا المطلوبة وصناعة أجنحة توازن الصاروخ، وأغلفة المحركات، والرؤوس الحربية للصواريخ.

كما كشف الجيش الإسرائيلي عن هوية الناشط في حزب الله، الذي يدير الموقع وظهر أمام الصحفيين كمدني. ووفق تفاصيل الجيش، فالمدعو محمد كامل فؤاد رمال هو المسؤول عن موقع إنتاج مواد لصواريخ دقيقة التوجيه في حيّ الجناح في بيروت.

ويعمل في وحدة إنتاج الصواريخ الدقيقة العاملة بالتعاون الوثيق مع القوات الإيرانية، وأضاف البيان أنه وفي إطار مهمته، زار إيران أكثر من مرة برفقة ناشطين آخرين.

وقال البيان إنه وبعد كشف النقاب عن الموقع في حي الشويفات، الذي يقع تحت خمسة مبانٍ سكنية، تم رصد تحركات مشبوهة منذ لحظة الكشف عنه. وأوضح أن سيارة تجارية وصلت إلى المكان وخرجت منه بعد عدة ساعات، ومن ثم واصلت الطريق إلى موقع تحت- أرضي آخر يقع تحت مبنى سكني مدني في حي برج البراجنة ويستخدمه حزب الله.

وتعليقا، تسأل مصادر سياسية مراقبة عبر “المركزية” عن الدولة اللبنانية، أين هي من كل ما يجري؟ صحيح اننا لا نريد اضفاء صدقية على ما يقوله العدو، تتابع المصادر، الا ان هذه المعلومات الخطيرة تستأهل تحرّكا جديا من قِبَلها ومن قبل أجهزتها، للكشف بالمباشر عما تتضمنه هذه النقاط، فوق الارض وتحتها، وللتحقيق مع من يشغل ويُشغّل هذه المواقع، حفاظا على السلامة العامة.

فبعد كارثة 4 آب التي ألمحت الـfbi امس الى انها قد تكون مفتعلة، وبعد ما جرى في عين قانا، وفي ظل تحليق الطيران الاسرائيلي غير المنقطع في اجوائنا، يُفترض على الدولة ان تتخذ اعلى تدابير الحيطة والحذر لمنع وقوع اي مأساة جديدة سيكون المدنيون الابرياء اكبر ضحاياها.

وعليها، ان تكسر المحرّمات والمربعات والخطوط الحمر فتسحب اي ذريعة يمكن ان يستخدمها العدو لتهديد اللبنانيين. فهل تفعل، وهي في ذلك مدعومة من البطريرك الماروني الذي نادى مرارا بلملمة السلاح المتفلّت، ومن الناس الخائفة والموجوعة.. هل تجرؤ وتثبت انها حقا دولة ذات سيادة وسلطة،أم تبقى مستسلمة وعاجزة امام الدويلة؟