كتبت وكالة “المركزية”:
لم تستطع حكومة تصريف الأعمال برئاسة حسان دياب الوفاء بالتزامها كشف الحقيقة في ما يخص كارثة انفجار مرفأ بيروت بعد 5 أيام على وقوعه. وإذا كانت الموضوعية تفرض الاعتراف بأن هذه المهلة غير واقعية، نظرا إلى هول الانفجار وحجم الدمار الذي خلفه، فإن الأهم يكمن في أن مرور شهرين تقريبا على الكارثة من دون أن تكشف أصغر التفاصيل في شأن المسؤولين عن هذه المصيبة- الضربة التي لم يتوقعها اللبنانيون من مسؤوليهم يوما.
وهو ما يدفع إلى طرح تساؤلات جدية حول مصير القضية والمرتكبين وما إذا كان سيف المحاسبة سيطالهم فعلا في بلاد اللاعقاب هذه.من المنطلق نفسه، تشير مصادر سياسية معارضة عبر “المركزية” إلى أن الافلات من العقاب ليس بالأمر الجديد في لبنان الذي اعتاد الناس فيه على التعايش مع المصيبة، وراهن مسؤولوه على الذاكرة الشعبية القصيرة لطي الملفات وإلهاء الناس يوميا بقضايا لا على البال ولا على الخاطر لأيام معدودة قبل أن يغرق في غياهب النسيان.
هذه حال ملف المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية الذين لا يذكرهم أحد إلا للعودة إلى العزف على وتر تطبيع العلاقات مع النظام السوري، فيما لبنان أطلق ورشة ترسيم الحدود عبر مفاوضات غير مباشرة مع اسرائيل.وفي انتظار كشف مصير هؤلاء وإعادة الأحياء منهم إلى الحرية، تذكر المصادر أن انفجار المرفأ حجب الأضواء بالكامل عن قضية مستودعات الدجاج الفاسد التي اكتشفتها وزارة الاقتصاد قبل أيام من الفاجعة، من دون أن يعرف الناس مصير أصحاب المستودعات المذكورة، فيما تحفل الكواليس بكلام عن أنهم قد يكونون غادروا الأراضي اللبنانية.
لكن كل هذا في مكان وما سجله شريط أحداث ما بعد الانفجار من حيث العقاب الخاطئ في مكان آخر، على حد قول المصادر التي تذكر بأن أول توقيف في ملف المرفأ طال الضابط جوزف النداف الذي قام بعمله وواجبه على أكمل وجه، وأبلغ المعنيين بوجود مواد خطرة في المرفأ. وبدلا من مكافأته كان السجن مصيره.
على أن الأهم يكمن في أن هذا النوع من الممارسات يذكر إلى حد بعيد بقضية جوزف صادر الذي اختطف في وضح النهار عام 2009، مع العلم أنه يعمل في إحدى شركات الطيران في المطار.
اختفى الرجل ومعه الملف، وغابت عن السمع والبصر أي تحقيقات أو محاولات لكشف الحقائق في هذا الملف المريب، ما يتيح طرح تساؤلات عما إذا كانت لأحد الأفرقاء السياسيين مصلحة في تكريس نهج الافلات من العقاب هذا حتى لا تظهر الحقيقة إلى العلن يوما، وهو ما ينطبق أيضا على انفجار عين قانا الأخير.