“ليبانون ديبايت” – ميشال قنبور
دَخل لبنان مرحلة حَرِجة وخَطِرة، وسط تجاذبات خارجيّة وداخليّة حادّة حيث يسود سِباق محمُوم بين إنفراجٍ يأتي مع نجاح المُبادرة الفرنسية، وبين إنفجار “نترات أمونيوم” سياسيّة تفوق بِعَصْفِها وتدميرها إنفجار العنبر 12 في حال فَشَلِها.
وبالرّغم من إلتقاء السياسة الفرنسيّة والأميركيّة في العديد من النقاط حول لبنان، إلّا أنّ هناك تضارب واضح في الأولويات بين الجانبين، فالأميركي يُريد تغييراً جذريّاً وهو سيُكمل في المواجهة السياسية والإقتصادية حتى تحقيق أهدافه، بخلاف الفرنسي الذي يُريد من مُبادرته مُنطلقاً لتغيير تدريجي.
وهذا السّباق الأميركي – الفرنسي على الأولويّات يُترجّم على الأرض في مواقف الأفرقاء من المبادرة الفرنسية، فمن يُريد تفجير الوضع يَعمل على إجهاض المُبادرة ووضعِ العراقيل أمام نجاحها، والعكس صحيح.وتعزيزاً لحظوظ نجاح مُبادرتهم وإلتزاماً بمهلة الـ 15 يوماً، حمّّل الجانب الفرنسي اللواء عباس إبراهيم خلال زيارته الأخيرة إلى باريس رسالة صارِمة مفادها أنّه “سيسحب مبادرته مساء الاثنين في حال عدم توقيع مراسيم تشكيل الحكومة”.
وأرخى التشدّد الفرنسي بِثْقله على الأفرقاء السياسيين وبخاصّةٍ ذوي السقوف العاليّة، ومنهم رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الذي سيُعلن نهار الأحد في إطلالته المُباشرة إنسحاب “التيار” من المُشاركة في الحكومة، وذلك بعد فشل المُناورات السّابقة والمُعتادة التي دأب على إستخدامها في عمليات التأليف ما أدّى إلى سقوط الشروط التي وضعها على التشكيلة العتيدة وأهمّها مبدأ “المُداورة” في الحقائب.
وبخلافِ “التيار”، يُصرُّ “الثنائي الشيعي” على المُشاركة في الحكومة وبخاصةٍ بعد إلغاء “المُداورة” مع ما يَعنيه ذلك من بقاء وزارة المالية مع الطائفة الشيعية إنما بشخصيةٍ مستقلةٍ صاحبةِ إختصاص، ويَلعبُ هذا “الثنائي” الورقة الفرنسية بكامل تفاصيلها كسْباً للوقت في إنتظار مُتغيّرات دولية مُحتملة.
أمّا على خط بعبدا، وخوفاً من تفاقم الأمور نحو الأسوأ وضياع الفُرصة الأخيرة للإنقاذ، بات الرئيس ميشال عون ميَّالاً لتأليفٍ من دون شروط تحت سقف المبادرة الفرنسية بالرّغم من أنّه بات من الواضح أنّ هناك من يُحرِّك الرئيس المُكلف مصطفى أديب ويتّخذ من بيت الوسط مقرّاً له.
كما الرئيس عون، يلتزمُ رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط سقف المبادرة الفرنسية، وهو الذي يَملك الكثير من الحُرص على نجاحها لأنه يُدرِك أكثر من غيره خطورة فشلِها، بعكس رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع المُتّهم بمعارضةِ المُبادرة الفرنسية والتي يرى فيها تعويم سياسي وإقتصادي لزُمرةٍ حاكِمة يرعاها حزب الله.
فهل ينجو لبنان؟ ومن سَيتحمَّل مسؤولية تفجير المُبادرة الفرنسية؟
الجواب نهار الإثنين.