الراعي: موقفي ليس ضد حزب اللّه

استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، قبل ظهر اليوم الخميس, في المقر الصيفي في الديمان، السفير الالماني اندرياس كيندل، وكان عرض للعلاقات الثنائية ولما تقدمه المانيا من دعم للبنان وصوصا في المجال الاجتماعي.
وقال كيندل: “تشرفت اليوم بلقاء صاحب الغبطة والنيافة، بحيث تحدثنا طويلا في مواضيع عديدة تخص لبنان والأزمات التي مررنا بها. زتحدثنا عن مبدأ الحياد الناشط الذي طرحه غبطته، وجرى التطرق ايضا الى العلاقات الثنائية التي نفخر بها بين البطريركية وألمانيا، ونحن نستمع ونرحب بكل أفكار وطروحات صاحب الغبطة”.

كما واستقبل البطريرك وفدا من اللقاء الروحي في لبنان ضم عددا من رجال الدين من مختلف الطوائف الاسلامية والمسيحية جاء يعلن تأييده “لمواقف غبطته الوطنية ولا سيما لطرح “الحياد الناشط”.
وقال الراعي: “اللقاء الروحي يقوينا وينعشنا، ونحن دائما نقول ليت السياسيين يعودون الى القضايا الروحية، لأنها ترفعنا الى الأعلى. هذا اللقاء اليوم هو صورة مصغرة عن لبنان المتنوع والمتعدد ثقافيا ودينيا. ولأن هذه هي طبيعة لبنان لا يمكنه الا أن يكون حياديا وألا يدخل في تحالفات لا غربية ولا شرقية ولذلك عندما اتفقوا في الميثاق غير المكتوب كان القرار أن يكون لبنان حياديا، ولا يمكننا ان نحيا الا هكذا وإلا فسيتجه الماروني الى فرنسا والسني الى السعودية والشيعي الى ايران او النجف، وكلكم تعلمون أننا عشنا في الخمسينات البحبوحة والازدهار. وهذا الأمر ضايق حينها إسرائيل التي كانت تقول إن لبنان كذبة وسنبرهن أنه كذبة وراحوا يعملون من أجل تحقيق هذه الغاية، لأن لبنان حينها كان حياديا، واسرائيل وغيرها من الدول تضررت من حياد لبنان”.
وأضاف: لذلك أقول إن لبنان بطبيعته محايد وموقعنا على البحر المتوسط فتح لنا أبواب التجارة، فلبنان وشعبه يحبون التجارة وليس الحروب، ولكن مع اتفاق القاهرة عام 1969 وحرب عام 1975 وفلتان الميليشيات، كل هذه الأمور جعلتنا غير حياديّين، وهذا ما أوصلنا الى العزلة والفقر والعوز ولأن نكون نموذجا لأسوأ الشعوب. الحياد ليس طبيعة جديدة علينا وليس هو برنامجا، بل هي طبيعتنا، ولذلك عندما ذكرت كلمة الحياد للمرة الأولى منذ أشهر قليلة، تفاعل معها الناس بشكل غير مسبوق. وهذا دليل على أن الناس وجدوا ضالته في الحياد الناشط، وأنا أتفهم أن بعض القيادات لا يمكنها أن تتخذ موقفا رسميا، ولكن تصلني مواقفها من خلال بعض المقربين منها”.
وأشار الراعي الى ان “ما يتعلق بالمرحلة المقبلة، فنحن كمجتمع لبناني علينا أن نوحد الفكرة، لأننا عندما نتحدث عن موضوع الحياد نعني به ثلاث نقاط أساسية: عدم الدخول في محاور وصراعات وحروب اقليمية لأنها ليست ضمن قدرتنا، ونحن بلد صغير. أما النقطة الثانية فلبنان بطبيعة تكوينه له دور في الشرق الأوسط كبلد التنوع والسلم وأرض الحريات، أما النقطة الثالثة، والتي يصعب تحقيقها بوجود الدويلات داخل الدولة، والتي أفقدتها قيمتها، فهي دولة قوية بجيشها ودستورها، ما يسمح لها بفرض سلطتها داخليا وخارجيا، وهذه هي الدولة التي نريد”.
وتابع: أما في الشق الداخلي، وعلى صعيد لبنان، فقد تلقينا اتصالات وردود فعل من الجميع باستثناء “حزب الله” الذي لم يعلن موقفا رسميا بعد، فكل ما يكتب في بعض الجرائد لا يعنيني ولا يمس بي، وموقفي من الحياد ليس ضد “حزب الله”، بل هو لمصلحة كل اللبنانيين، فالفقر اليوم يطاولنا جميعنا، وأنا أعتقد أنه لا يزال هناك سوء فهم لموضوع الحياد.وختم الراعي: “ما نريده اليوم هو الولاء للوطن وليس للطائفة، فأنا لبناني قبل أن أكون مارونيا، وكلنا يجب أن نضع لبنانيتنا قبل الطائفة”.