ديبلوماسيون متشائمون.. وعلامة استفهام حول زيارة هنية

في انتظار ما سيحمله الأسبوع الطالع الذي يبدو مثقلا بالتوقعات لا تبدو صورة الموقف اللبناني محفزة على التفاؤل اطلاقا بمعزل عما يمكن ان يحصل في الاستحقاق الحكومي وتركيبة الحكومة التي يمكن ان تفضي اليها الاتصالات والمشاورات الناشطة بعيدا من الأضواء وبكتمان واضح .

وفي هذا السياق لا تكتم أوساط ديبلوماسية واسعة الاطلاع عدم ارتياحها ان لم نقل تشاؤمها حيال المؤشرات المقلقة التي أعقبت الزيارة الثانية للرئيس الفرنسي لبيروت اذ تصاعدت معالم التوظيف السياسي الفاقع لدى حلفاء ايران في لبنان للمرونة الزائدة التي اعتمدها ماكرون مع “حزب الله” خصوصا لجهة اسقاط كل التحفظات التي تتبعها أطراف دولية وحتى أوروبية حياله كما ان التوظيف الذي تلقفته الجهات التي ترتبط بايران ومحور الممانعة لم يقف عند حدود اللعبة اللبنانية الداخلية بل تمدد نحو استثمار الساحة الفلسطينية نفسها مرة جديدة .

وتدرج الأوساط الديبلوماسية المطلعة الزيارة التي يقوم بها رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الفلسطينية لبيروت والتي بدأت فور مغادرة الرئيس الفرنسي بيروت ومن ثم المواقف والاجتماعات والتحركات التي تخللت هذه الزيارة كانها الاستثمار الأكثر إفصاحا لإيران وحلفائها نتيجة المرونة والتمايز الذي أبرزهما الجانب الفرنسي ومسارعة المحور الممانع لتوظيف ذلك ضد الولايات المتحدة والخليج والاحتلال الإسرائييل من الساحة اللبنانية.

حتى انه يمكن تفسير جانب من هذا التوظيف في مواجهة ماكرون نفسه لإفهامه بانه ليس سيد الساحة اللبنانية وان أي نجاح لمبادرته يجب ان يمر بموافقة الحزب وداعمته الإقليمية أولا .

لذا تبدي الأوساط ظلالا كثيفة من الشكوك والقلق حيال مسار التطورات المقبلة ولو تعاظمت الرهانات الظرفية الان لدى البعض على الحكومة العتيدة والدفع الفرنسي نحو توفير دعم دولي له.