أقامت “جمعية المرسلين اللبنانيين الموارنة”، قداسا في بازيليك سيدة لبنان – حريصا، في ذكرى مرور أسبوع على انفجار مرفأ بيروت، ترأسه قدس الأب العام مارون مبارك، على نية لبنان ونية الشهداء والجرحى وعائلاتهم وكل القطاعات الأمنية والطبية والإغاثية.
وشارك في القداس العقيد جوزيف نهرا ممثلا قائد الجيش جوزاف عون، الرائد غطاس موسى ممثلا المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، العميد غابي خوري ممثلا قائد فوج إطفاء بيروت العقيد نبيل خنكرلي، ابراهيم خوري ممثلا المدير العام للدفاع المدني العميد ريمون خطار، الدكتور بسام بركات ممثلا الأمين العام للصليب الأحمر جورج كتانة، نقيب الأطباء شرف أبو شرف، نقيبة الممرضين والممرضات ميرنا أبي عبد الله، ورؤساء عامون لرهبانيات عدة وأهالي الضحايا ورفاقهم وعدد من المؤمنين. استهلت الذبيحة الإلهية بالنشيد الوطني، وتم إدخال العلم اللبناني إلى الكنيسة وخريطة لبنان المصنوعة من صور الشهداء.
وفي تمام السادسة وست دقائق، أي لحظة وقوع الإنفجار، أضيئت الشموع الموضوعة أمام المذبح على شكل الأرزة اللبنانية وقد كتبت أسماء الشهداء على كل شمعة وفاء لاستشهادهم. مباركبعد تلاوة الإنجيل المقدس أكد مبارك في عظته أن “على رغم مرور أسبوع على الحادثة المشؤومة التي خلفت كارثة، لم تلتئم الجراح بعد”.
وقال: “نجتمع هذا المساء حول مذبح الرب، لنضم صلواتنا ودعاءنا للرب مع كل اللبنانيين، في لحظة ألم وأمل معا.
نصلي في هذا المساء، من أجل راحة نفوس الشهداء الذين اختلط دمهم ببراءتهم وصفائهم ونشاطهم فرفعوا إلى الكنز في السماوات. نصلي من أجل شفاء الجرحى والموجعين، ومن أجل المفقودين وأهلهم المفجوعين، نصلي من أجل كل متضرّر يحمل عبء المصيبة، سائلين الله أن يسكب فيض نعمه وبركاته ليعزي ويبلسم ويخفف الأحمال”.
وأضاف: “كما وأننا نجتمع حول المذبح الإلهي لنشكر الله على كل من عمل وخدم وتعب وضحى وأعطى ليعيش رسالته الإنسانية والوطنية، وهو يعطي مما أعطاه الله لكي يسند الحياة بالرجاء والحب”.
واستذكر مبارك يوم الرابع من آب في الأسبوع الماضي، حين دوى صوت الإنفجار الهائل الذي كان قويا واهتزت له الأرض، “لكنه عبر وخلف وراءه ما خلّف. واليوم نرفع صوت صراخنا وهو الذي يبقى ويستمر، لأنه يرسم لنا طريق الخلود كالأرز. واليوم نرفع صوت صراخنا، وهو الذي يبقى ويستمر لأنه يرسم لنا طريق الخلود كالأرز”.
وأردف: “صرختنا الأولى هي صرخة الضمير، إنه صوت الله في داخلنا، بقدر ما نحتكم إليه نصبح صانعي سلام وفاعلي خير؛ وبقدر ما نسكته نتحول إلى ذئاب تنهش بعضها البعض. صرخة الضمير هذه نتوجه بها اليوم إلى كلّ مسؤول، أيا كان موضعه ومهما كانت مهمته حتى يؤدي مسؤوليته بأمانة.
فيا أيها المسؤول أنت لا تملك الوطن بل أنت مؤتمن على خدمته؛ فإذا لم تخدمه وجعلته هو في خدمتك، أنت تخون الأمانة”. وتابع مبارك: “وأما الصرخة الثانية فهي صرخة القلب أي صوت العطف واللطف والحنان، فبقدر ما نلبيها تجعلنا قريبين متضامنين بعضنا مع بعض؛ وبقدر ما نتجاهلها تحولنا إلى غرباء متحجرين، وإلى قساة ناشفين. صرخة القلب هذه، نوجهها إليكم أَنتم أيها الأهل الحزانى والمتألمين، صرخة عزاء وسند نوجهها إلى الشهداء وملؤها الإيمان، وإلى المفقودين وملؤها الرجاء، وإلى الجرحى والمتضررين وملؤها التضامن والإلفة”.
وقال: “في الصرخة الثالثة، تكلم عن الإرادة أي صوت التصميم على الخير حتى الأخير، لأن الحياة أقوى من الموت.
ليست الكلمة الأخيرة للدمار والموت بل للحب والحياة. نوجه صرختنا هذه إلى كل أصحاب الإرادة الطيبة ممثلين معنا وغير حاضرين، كل الجهات التي وضعت قدراتها وعطاءاتها في خدمة الحياة”.
وفي الختام، شدد على “ضرورة الصمود من خلال التجذر والتحرر والتخطي، بحيث نفك كل القيود وننطلق من جديد أحرارا تملأنا الحقيقة، حقيقة الحياة التي تبقى خالدة كالأرزة