المستلزمات الطبية استنفدت بالكامل… كيف تواجه المستشفيات؟

كتبت “المركزية”: 

فيما كانت المستشفيات عاجزة عن معالجة كلّ الحالات المرَضية حاصرة استقبالاتها بالطارئ منها، بفعل النقص الحاد في المستلزمات والمعدّات الطبية، عقب إنفجار مرفأ بيروت تهافت المصابون والجرحى بالآلاف إلى مستشفيات العاصمة التي خرجت عن قدرتها الاستيعابية بسرعة فائقة، بعد أن غطّى الدم شوارع بيروت وضواحيها، فاستنزفت كلّ المستلزمات الضرورية للإسعافات الطارئة والعمليات، وأكّد نقيب المستشفيات الخاصة سليمان هارون الحاجة الضرورية إلى مدّها بالمعدّات الطبية.

فماذا حصل بالمخزون؟ وهل يتم العمل على تأمين الكميات اللازمة؟نقيبة مستوردي المستلزمات والمعدات الطبية والمخبرية سلمى عاصي أوضحت لـ “المركزية” أن “المرفأ مطوّق أمنياً ولا يمكن معرفة الكميات المستوردة التي تضررت وتلك التي لا تزال سالمة وقابلة للاستخدام بعد أن كانت موجودة في موقع الإنفجار وتقدّر كلفتها بمئات آلاف الدولارات والتي انتظرنا وصولها أشهرا بعد معاناة فتح الاعتمادات وتأمين الدولار”. 

وتابعت “أوّل خطوة قمنا بها هي الاتصال بالشركات المستوردة لمعرفة الكميات التي كانت موجودة في المرفأ وأنواعها وباتت لدينا لائحة بها لكن لا يمكننا القيام بالجردة والأولويات راهناً إجراء العمليات وتأمين حاجات المستشفيات. المخزون استهلك كلياً، ويوم الإنفجار فتحت كلّ شركات الاستيراد مخزونها وبدأت تنقل المعدّات إلى المستشفيات لأن مخزونها انتهى”.

 في المقابل، لفتت عاصي إلى أن “لائحة المعدات التي استنزفت ليلة الإنفجار في غرف الطوارئ أصبحت في حوزة وزارة الصحة والانتشار اللبناني حيث تتواصل النقابة مع المغتربين لحثّهم على تقديم المساعدات والأكيد أنها ستصل على الأقّل على شكل المعدّات والمستلزمات الضرورية التي استنزفت خلال الكارثة أي التي تستخدم في غرف الطوارئ. أما المعدات المستخدمة للعمليات فلا نزال نحصي ما استخدم منها ولم نتمكن من الانتهاء من ذلك لأن العديد من المصابين لا يزالون يخضعون للعمليات، عدد الجرحى هائل ولا زلنا عاجزين عن معرفة الكميات المستهلكة وتلك التي لا تزال متوافرة لمعرفة ما يجب استيراده وستتوضح الصورة الأسبوع المقبل.

إلى ذلك لمسنا تجاوباً كبيراً من قبل الشركات المورّدة في الخارج حيث طلبت منا إرسال الطلبيات بمجرّد انتهائنا منها لتبحث سبل مساعدتنا بغض النظر عن التحاويل المالية”.

 وعن تسريع فتح الاعتمادات للاستيراد، أشارت عاصي إلى “أننا لا زلنا نلملم أنفسنا ونحصي الكميات التي بحاجة إليها والتي أتلفت وعلى أساسها نقرر ماذا سنطلب قبل مناقشة الاعتمادات”. 

وختمت “سنحاول التواصل مع قيادة الجيش لأن الكثير من الهبات تصل من مختلف الدول لكن ما من لائحة واضحة حول ماهيتها، لا نريد أن يصبح لدينا نوع من المعدات متوافر بالأطنان في حين أن آخر غير موجود، ونسعى للتنسيق في هذا السياق كي تشمل المساعدات كل حاجاتنا ويهتم المستوردون بالمعدّات الناقصة”.