كتب محافظ بيروت السابق زياد شبيب في “النهار”:
دمّر انفجار الثلثاء كل شيء. اودى بأحباء لنا، اصاب اخرين، دمّر نصف عاصمتنا، و… قتلنا جميعاً.جميع اللبنانيين قتلى وجرحى في أجسادهم وأرواحهم.
عند كل مصيبة من المصائب التي توالت علينا، كنّا نقول بأن الفرج قد يأتي من بعدها، ونستذكر طائر الفينيق. اشعر ان هذا الطائر قُتِل أيضاً في الانفجار وربما لا يقوم مرة أخرى.صحيح أن بيروت هُدمت عدة مرات في تاريخها القديم والحديث، بفعل الكوارث الطبيعية والزلازل أو الحروب، وأعيد بناؤها.
وصحيح أن القدرة على النهوض التي تحلى بها الشعب اللبناني، وتغنينا بها تكراراً قد تدفع البعض الى الظن بأن مجرد رفع الانقاض اليوم، وإعادة بناء ما تهدم، ودفن الشهداء ورثائهم بأبلغ القصائد، وإقامة النصب التذكارية لتخليد ذكراهم، تنهي اهوال الفاجعة ونعود الى العيش مرة أخرى بانتظار مصيبة أخرى.لكني على يقين بأن هذه المرة لن تسلم جرة المجرمين.
دماء الاحبة شهداء فوج إطفاء بيروت الذين اندفعوا الى أتون النار غير عالمين بما ينتظرهم، ودماء سائر الشهداء ودموع أهلهم لن تسمح بذلك.في العام 551 ضرب بيروت زلزال مدمر قضى على كل ما كان فيها وقتل عشرات الآلاف من أهلها وسكانها، ودفن مجدها الذي مثلته في ذلك الوقت مدرسة الحقوق الرومانية الشهيرة. وتلا الزلزال الكبير موجة من المدّ البحري الهائل أو تسونامي اكملت ما فعله الزلزال.
اليوم مجددا وقع الزلزال. ونحن ننتظر التسونامي الذي سيليه، وهو سيكون من نوع آخر ولن يصيب أهل المدينة وسكانها بل سيطيح من تسبب بالكارثة.