*كتب زياد الشوفي:*
في خضم المخاض الكبير الذي يعيشه الوطن من أزمة إقتصادية وصحية، برزت المطالبات المشبوهة بتنظيم قطاع الاعلام الالكتروني، كأننا نعيش الرغيد، فلا أزمة في الوطن إلا أزمة المواقع الألكترونية وضرورة تنظيمها، ليعود لبنان إلى سويسرا الشرق ويعم النعيم والرخاء وتعود الحركة الاقتصادية والحياتية كما كانت سابقاً.
موضوع تنظيم الاعلام الالكتروني إنه لأمرٍ مشبوه في هذا الوقت العصيب، ومن أثاروه يقصدون تمريره في هذا الوقت بالذات لأن ليسوا كثيرين من سيعيرونه إهتماماً بتمريره في ظل أزمات أكبر، فيمر دون أن يشعر به إلا قلة قليلة مما يعنيهم الموضوع.
معالي الوزيرة في كتابنا هذا وجب توضيح أمور عدة ربما تعرفينها وربما أخفوها عنك اغاية في نفس يعقوب.
1- من يدعون بأنهم المواقع الكبيرة في لبنان، ولهم كل الاحترام والتقدير بالطبع، فهم مؤسسات تضم عشرات الموظفين لأسباب عديدة منها التمويل السياسي والحزبي، وهذا أمر لا يخفى عليكِ. يزعجهم ظهور مواقع صغيرة مستقلة تطمح لأن تصبح كبيرة في المستقبل فتنافسهم في المهنية، كما تنافس” السوبرماركت الكبيرة “دكان الحي”، فإغلاقه يعود لمصلحتها وتصب كل الزبائن على صندوقها.
2- هؤلاء المواقع لم يولدوا كباراً بل تدرجوا مثلما نفعل نحن، ولي شخصياً تجربة مع أحد المواقع الكبيرة “الان” في لبنان حيث لم يكن عدد الموظفين يزيد عن ثلاثة ومدير ومع الايام ودخول التمويل المشبوه على الخط كثر عدد الموظفين وكبر الموقع.
3- هولاء المواقع يستقون الاخبار بكل تواضع من مواقعنا، فنحن من يفلح على الارض في مناطقنا، وموظفونا متطوعون لا يتاقضون أجراً خيالياً كم هم يدفعون، بل يشاركونا الحلم بأن نكبر فيكبرون معنا ويتوظفون، وهم يسبقونا فقط في التغطيات السياسية والرئاسية في العاصمة بيروت لأنهم يملكون “إسماً ” فقط، ولا نراهم في الجنوب مثلاً إلا إذا حدث حادث جلل.
نحن في خطوط الدفاع الأمامية وهم يراقبون من بعيد، و أخبار أطراف الوطن نحن ملوكها ولدينا ألف دليل مثبت بالصوت والصورة على ذلك، ونحن جاهزون لعرضها على سعادتكم متى أردتم.
فأكبر التلفزيونات والمواقع تنشر أفلامنا التي نحن ومراسلونا نصورها وينسبونها لهم ولمراسليهم، بينما نحن نجبر على ذكر إسم مصدر الخبر إذا احتجنا لمقالة من مواقع تطبيقاً لقانون: ” ذكر المصدر لحفظ الحقوق”، وإيماناً منا بضروؤة الحفاظ على المصداقية.
وأخبارنا تسبق أخبارهم بساعات وهذا ما يزعجهم ولهذا يريدون إزاحتنا من الدرب.
نعم وألف نعم…
نحن مع تنظيم قطاعنا، فهو أفضل لنا من حالة الفوضى المستشريه فيه، ولكن ليش مع شروط هم وضعوها تناسبهم وحدهم لأنهم هم الأكبر ونحن الأصغر.
معالي الوزيرة تعلمين جيداً بحكمتك الكبيرة ومنطقك السليم، وهذا ما نبصم عليه بالعشرة من التصريح الاول لك على منبر الصحافة، بأننا أمام وزيرة إعلام مثقفة ووتعي الامور على حقيقتها… لا تسمحي بالتعامل في الموضوع الاعلامي كما تفعل الشركات الكبيرة في لبنان مع الشركات الصغيرة …
ولا تسمحي للإعلام بأن يصبح تجارة ” الكبير يأكل الصغير “، فمن يستحق البقاء من المواقع يجب أن يبقى لأنكم دائما تذكرون بأن لبنان بلد حرية الإعلام والإعلام فيه مقدس ومصان.
في الاعلام لا يصلح مبدأ السمكة الكبيرة أن تأكل السمكة الصغيرة، سيأتي يوم ونتطور ونكبر وكنا وسنبقى ننقل الخبر الموضوعي الموثوق والصادق والبعيد عن إثارة النعرات الطائفية وتهديد الامن القومي.
وهذا ما لا يناسبهم، فهم يهمهم أن يغنوا كل على مواله…
معالي الوزيرة في التراجع عن الخظأ فضيلة… ففي لبنان أمور أهم بكثير من مواقعنا الصاعدة… نكاد لا نأكل رغيفاً كاملاً… والكورونا حرمتنا من تقبيل أطفالنا خوفاً عليهم…
فموضوع مواقعنا يمكن أن يدرس أكثر وبتعمق أكبر وبالإستماع إلى رأي الجهتين وليس جهة واحدة في نفسها غاية شريرة علينا. فبالتروي تحل الأمور أفضل…