عَبَرَ اللواء. مِن معبرٍ شرعيّ دخل مدير عام الأمن العام عباس إبراهيم إلى دولة شقيقة. بلغةِ الأشقّاء الدمِثة عاد على ما يبدو بحلٍ يقفلُ ملفَّ المعابر السائبة بين لبنان وسوريا. يكفي أن نكسرَ حاجز الأحقاد مع سوريا حتى نأخذ منها ما نشاء. كان الإعلانُ عن الهدية هذه من عين التينة. وسط الصّخَب والأصوات الرفيعة المصرّة على الإرتفاع حُلّت معضلة المعابر. العِبرة: الأمن ينجح حيث تفشل السياسة. حكومة الرئيس دياب محاصرة. اللواء فكَّ حِصارها.
سؤال: من يجرؤ من القوى السياسية المعارضة اليوم التشكيك بالإنجاز؟ بالتأكيد لن يصدر عنها ولو كلمة على عَجَل عن قرب انفراج أزمة المعابر. أحقادها السياسية أولوية. مديح أي إنجاز يبقى ثانوياً. لا بأس.
القوى السياسية برمتها منهمكة بتعيين محافظ للعاصمة بيروت. المعبر الوحيد الذي يهمّها اليوم هو معبر المُحافظ. دولة مُهستَرة طائفياً. شغلها الشاغل كرامة الروم الأرثوذكس. بيترا خوري خَرَجَت من دون لوثة.
قررت ألا تُدمَغ من دولة مهمتها الوحيدة نقش وشم الطائفة على جلود المواطنين. سيكون محافظ بيروت موشوماً شاء من شاء وأبى مَن أبى. باختصار قوى سياسية تستعمل المعابر غير الشرعية حطباً في ” قبّولتها ” الإعلامية لكنها تتخلّف عن أي فعل حقيقي لحلّ المشكلة. تعوّدت رموز هذه القوى على إثارة الغبار. عندما تفشل لعدم توفّر الغبار تثيرُ الشّغَب.
يُترَكُ لللواء إبراهيم رفع الغبار. مَن فاتَهُ التدقيق بوشم محافظ بيروت ذَهَبَ إلى النُّصح باختياره مِن خارج المنظومة القضائية. تطريز للمناصب الإدارية بتقنية ” الكروشيه ” و ” الدانتيل “. خياطة على قياس الجبنة البلدية. هنيئاً لبيروت محافظها العتيد والمحافظون عليه.
معبر مالي شرعي تجرّأ عليه لِواء سياسي. النائب إبراهيم كنعان يكشف أن حجم الخسائر متنازَع عليه. الحكومة والمصارف والهيئات الإقتصادية في حالة اشتباك. المطلوب تحديد الأعباء لتوزيع الأعباء. باتَ مؤكداً أن المودِع الوديع الذي آمَن بالدولة وإئتمن أولاده عليها سيكون ممن ستُوَزَّع عليهم حصص التعويض عن دولة قَرصَنَت أحلامنا. ثورة مهضومة. أشعلت بلداً من العبدِه إلى تخوم الناقورة من أجل ستة سنتات إضافية رسم واتساب. ملأت الدنيا وشغلت الناس. ثورة لا تتحرّك بسبب توزيع الأعباء.
القضاء يخوض معركة وجود والثورة تتفرّج. بقي منها القبضة وبعض مكبّرات الصوت في الساحات العامة عند فضاوة الثوار. ثورةٌ آباء المشاركين فيها مهَدَّدون في قيمة مقبوضات نهاية الخدمة. الإتحاد العمالي العام رفع إصبعاً خجولة دعماً لهم. مع قامة نقابية مثل بشارة الأسمر لاهتزّت الدنيا قِياماً وقعوداً.
دولة في اهتزاز دائم. قانون عفو أقوى من مجلس نوابها. عفو قادر على تفجير الحكومة والمجلس بطلقة واحدة. الخميس المقبل إذا حدثت المعجزة سيلتئم نواب الأمة ولن يلتئم الجرح بين جهاد الصمد وميشال معوّض. مشادة سيادية اليوم ربما تطيح بالعفو.
ستتطلّب انعقاد مؤتمر سلام بين العائلتين برعاية أُممية. لن تُحيى آمال صغار النشّالين فحسب بل أيضاً آمال أحمد الأسير وأبو طاقية والله أعلم.