سطع نجم سمير جعجع في سماء بعبدا. فحضوره على رغم غياب أطياف سياسية واسعة أتى خارج السياق المعارض لحكومة حسان دياب بعدما أعلنها سعد الحريري قطيعة كاملة، و أتت مشاركة جعجع متقدمة على خطوة وليد جنبلاط بالحياد الايجابي.
على رغم ذلك، ينبغي التوقف عند مغزى صمت الرئيس نبيه بري في لقاء بعبدا وإقتصار دوره على “اخذ الصورة”، خصوصا ان رئيس الجمهورية ميشال عون حاول لملمة ما تيسر من دور عند أعتاب الفصل الاخير من عهده، كما اغتنمها رئيس الحكومة حسان دياب فرصة لكسب مشروعية سياسية مفقودة واستكمال الاشتباك السياسي مع “الغائبين”.
ثمة من يسجل لوليد جنبلاط براعة فائقة بالتعاطي مع منطق الاقليات عند التقلبات الشديدة. فعلها بالماضي عندما ذهب إلى دمشق بعد أربعين والده، و كررها راهنا عندما قصد بعبدا، و في الحالتين تم تطويبه زعيما درزيا.
لكن براعة”ابو مصطفى” لا تقل شأنا عن ذلك، كونه مرجعية يخسر كل من يفكر بتجاوزها. فتجربة حسان دياب و جبران باسيل خير دليل مع “الاجواء الممتازة و الاتفاق على متابعة الحوار” لدى مغادرتهما عين التينة عقب كل أشكال و عند كل اشتباك سياسي.
ضمن هذا السياق، تؤكد مصادر سياسية عدم رضى بري بل و امتعاضه الشديد من كل الاجواء السائدة منذ احراج سعد الحريري وإخراجه و تأليف حكومة من المندوبين والمستشارين، بل هو تحول رأس حربة على طاولة مجلس الوزراء لكبح جماح جبران باسيل ومحاولة السيطرة على مفاصل الدولة الإدارية والمالية والأمنية.
اكثر من ذلك، يدور همس بأن بري هو من اقنع الحريري بالعودة إلى بيروت والمباشرة بإعداد جبهة معارضة اثر بلوغ حكومة دياب الـ100 يوم في ظل انهيارات شاملة قد تدفع بمصير لبنان صوب المجهول.
يلاحظ زوار عين التينة في الاونة الاخيرة أن الرجل يستذكر بداياته عند تأمله في المشهد اللبناني و المرتبط بتعقيدات إقليمية لا تقل تشاؤما، بل ويشدد بالتحذير من خطورة المرحلة والمنعطفات الحادة، كونها كفيلة بإسقاط أنظمة و نشوء مشاريع قد لا تخطر على البال، بما يفرض تمرير المرحلة بأقل قدر من الخسائر.
المصدر:”لبنان 24″