افتتح نقيب أطباء لبنان في بيروت البروفسور يوسف بخاش، مؤتمر الطب الاغترابي الثاني في بيت الطبيب – بيروت. ورعى حفل الافتتاح وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال فراس الأبيض، وحضره وزراء ونواب وقادة اجهزة امنية وممثلون عنهم. اضافة الى ممثلين عن وزراء ووزارات معنية، رؤساء جامعات وعمداء كليات الطب، نقباء مهن حرة وممثلين عن الاحزاب، وحشد من اطباء الاغتراب، قدموا خصيصا للمشاركة واطباء من لبنان ومهتمين.
وقال بخاش: “للسنة الثانية على التوالي نلتقي في بيروت وفي بيت الطبيب تحديدًا لنجدد العهد كأطباء لبنانيين أو من اصول لبنانية من كافة دول الانتشار ونؤكد أننا جسم واحد وعقل واحد لخدمة الطب وهذا ما نقوم به اليوم. في هذا المؤتمر العلمي، لخدمة الطالب والعلم من خلال المنح الطلابية يلي ستقدم لاربعين طالبا من مختلف كليات الطب ولخدمة المريض من خلال تبادل الخبرات بين المجتمعين الطبي اللبناني والمغترب والمتوقع منه رفع مستوى الخدمات الطبية والتقنيات المتطورة المتاحة”.
أضاف: “يحمل مؤتمر الطب الاغترابي هذه السنة نكهة مميزة في ظل التحديات السياسية والاقتصادية والامنية خاصة وهي تحديات من الصعب تجاوزها من دون الارادة الصلبة والإنتماء العميق للوطن. فبالرغم من توصيات الدول الغربية بعدم المجيء الى لبنان، اتيتم من الولايات المتحدة وفرنسا واصررتم على تنظيم حملات طبية مجانية بمختلف المناطق اللبنانية وقبلتم التحدي وشاركتم من مختلف الدول الاوروبية والخليج العربي في تنظيم هذا المؤتمر العلمي بالشراكة مع المجتمع الطبي اللبناني. وفي هذا السياق إن المؤتمر الطبي الاغترابي بنسخته الثانية جاء بناء على طلب من جمعيات الاطباء الفرنسيين والاميركيين وغيرهم من اصول لبنانية، وهذا دليل واضح على نجاح المؤتمر الاول الذي حقق اهدافه بتوثيق العلاقة والشراكة بين المجتمع الطبي اللبناني والمغترب على كافة الاصعدة. ولا بد بهذه المناسبة من شرح رؤيتنا كنقابة لمستقبل القطاع الطبي في لبنان. كلنا متوافقون على أن لبنان كان وما زال جامعة الشرق مع ثمانية كليات طب تخرج ما لا يقل عن 700 طالب سنوياً وتضع القطاع الطبي بالمرتبة الاولى في الشرق – فبتنا نستعمل عبارة طبيب الشرق. ولكن السؤال، لماذا الطبيب اللبناني يبرع ويبتكر ويقود في الانتشار بينما في لبنان ليس لديه نفس الفرص والمعطيات؟ لان جامعاتنا وكلياتنا نجحت في نشر العلم والمعرفة، ولكن الحلم الاكبر ما زال السفر والعمل في الخارج”.
وتابع: “للمحافظة على هذه الطاقات علينا الاستثمار في الابحاث العلمية والشراكة بين القطاع التعليمي والجامعي والقطاع الصناعي الخاص لتحويل القطاع الطبي من قطاع خدماتي وعلاجي الى قطاع منتج للعلاجات والادوية الحديثة والتطبيقات الطبية الرقمية وتصنيع المغروسات الطبية وغيرها ولدينا الامكانيات لذلك. وهنا لا بد من مد اليد الى الانتشار الطبي اللبناني ليساعدنا على إطلاق هذه الرؤية وهذا الاستثمار ليكون لمصلحة لبنان وليس للخارج. واخيرا اتمنى لكم طيب الاقامة واشكر كل من تكبد عناء السفر وكل من ساهم وشارك في نجاح هذا المؤتمر”.
ثم كانت كلمة لامين عام الجمعية الطبية الفرنسية اللبنانية الدكتور جورج نصر اكد فيها “تفوق الطبيب اللبناني في لبنان ودول الانتشار وهذا يشرف لبنان”. وعرف بجمعية الاطباء اللبنانية الفرنسية التي تأسست في العام ١٩٧٨ في باريس وهي تضم الان اكثر من الفين وخمسمئة طبيب من اصول لبنانية. مؤكدا ان “الجمعية على استعداد لتقديم اي دعم لاي طبيب لبناني”.
وكانت كلمة لمؤسس الجمعية الطبية الاميركية اللبنانية البروفسور راي هاشم الذي قدم باسم الجمعية اربعين منحة لاربعين طالبا على قاعدة خمسة طلاب متفوقين من كل كلية طب في لبنان.
وختم راعي الاحتفال بكلمة رحب فيها بالاطباء الحاضرين، منوها بشكل خاص بالاطباء المغتربين و”الذين هم من أصل لبناني وقد لبوا الدعوة للمؤتمر، فكانوا إلى جانب زملائهم وأهلهم مؤكدين تعلقهم بارضهم ومهنتهم بدليل تكبدهم عناء السفر الى وطنهم الام بالرغم مما يحصل في الجنوب”.
وقال: “إن لبنان يفخر بإنجازات أبنائه الأطباء في الخارج ويفخر بنجاحاتهم التي تستحق احتفال المؤتمر بها وتسليط الضوء عليها”، موجهًا التحية للاطباء اللبنانيين الذين، ورغم أن عددا منهم ترك لبنان تحت وطأة الأزمات المتلاحقة، “بقوا في غالبيتهم العظمى إلى جانب مجتمعهم، يواظبون على تقديم الخدمات بإلتزام كبير بعيدا عن الحسابات المادية بما يحافظ على رسالة الطب وجوهرها الإنساني”.
وتوقف وزير الصحة أمام هجرة الأطباء التي تزايدت في السنوات الأخيرة، ولفت إلى أن “المحافظة على الأطباء اللبنانيين في لبنان وتشجيع المهاجرين على العودة يتطلب إعادة بناء النظام الصحي وتوفير بيئة عمل ملائمة تحفز على الانخراط فيها وذلك في مختلف المستشفيات المنتشرة في المناطق اللبنانية وليس فقط في مستشفيات العاصمة وضواحيها القريبة”.
أضاف: “ان هذا شرط اساسي ويحفز الطبيب على العودة إلى البلد والبقاء فيه بحيث يكون قادرا على أداء رسالته وتقديم الخدمات الصحية الجيدة لكل أفراد المجتمع من دون استثناء”، مشددا على أن “إعادة بناء النظام الصحي تبقى عاملا رئيسيا لتوفير العاملين الكفوئين وفي مقدمهم الاطباء، وتحسين الخدمات الطبية اللازمة وتقديمها لكل أفراد المجتمع”.
ولفت وزير الصحة إلى ان “الوضع في هذه الايام افضل مما كان في السابق وهذا ما كان ليحصل لولا تضافر الجهود وتفهم وزارة الصحة لمتطلبات الطبيب ولحاجات المريض ومحاولة التوفيق بينهما”، مشيرا الى “ضرورة العمل ضمن الامكانيات المتوفرة وهي محدودة في ظل ازمة اقتصادية ومالية خانقة”.
وختم بالتشديد على “ضرورة التنسيق بين القطاعات الطبية بين لبنان ودول الاغتراب، خصوصا ان اطباء لبنان في الخارج التزموا بفكرة التفوق والنجاح، وهذا يعود بالخير وبالسمعة الج
يدة على القطاع الطبي في لبنان”.