قال رئيس المجلس السياسي لـ”حزب الله” هاشم صفي الدين: “المطلوب إسناد ودعم هذه الجبهة عسكريا ولوجستيا بكل ما أمكننا من قوة حتى لو فتحت جبهات كثيرة، الأصل هي غزة، والذي يُفشل كل المشروع هو غزة، حتى لو فتحت مئة جبهة حولها وغزة لم تستنقذ يعني لن نصل إلى المطلوب، الأصل أن تستنقذ غزة وأهلها والمقاومة فيها، يعني أن يثبت من بقي من أهل غزة لأن هناك مجازر ترتكب فيها، وأن تثبت المقاومة فيها وأن تبقى حماس”.
وأضاف خلال لقاء علماني نظمه “تجمع العلماء المسلمين” تضامنًا مع صمود غزة المحاصرة، “كل هذه الأحلام الإسرائيلية ليس لها أي واقع، ماذا يعني أن تقضي على حماس وتنهيها فيما هي موجودة في لبنان والأردن ومصر والدول العربية، موجودة بالدول الخليجية وداخل فلسطين وبالضفة وبالثمانية وأربعين وفي كل مكان، كيف ستمحو حماس؟ لا يمكن محو حماس، هذا نتيجة غبائهم، وشعاراتهم الفارغة”.
وتابع صفي الدين، “المطلوب أولا الإسناد والدعم العسكري واللوجستي ضمن الإمكانات، وهم الآن يستخدمون هذه الأسلحة، وبجهد كل الإخوة في حماس والجهاد وفي كل الفصائل الفلسطينية، نسأل الله تعالى لهم الثبات والنصر”.
وأردف، “لأن المعركة استثنائية وحجم طوفان الأقصى كبير وأهداف الأميركيين والغرب والإسرائيليين كبيرة وخبيثة، هم يتحدثون عن معركة طويلة. وهنا أتمنى التنبه جيدا، عندما يتكلم العدو عن معركة طويلة هو يحقق أهدافه بإخراج أهل غزة والقضاء على المقاومة إذا افترضنا أنه يعتبر نفسه قادرا، أما نحن نعتبره غير قادر. حينما يعتبر نفسه قادرا هو يعلم أن الوصول إلى هذا الهدف يحتاج إلى مدة طويلة بحسب المنطق العملياتي والعقلاني والعسكري”.
وأشار صفي الدين الى، أن “الأهداف كبيرة بالنسبة إليهم والمعركة تحتاج إلى نفس طويل، والتعاطي مع هذه المعركة يجب أن يكون بنفس طويل، فهذا النمط من المعارك لا يمكن أن نصل فيه إلى انتصار بسرعة بسبب طبيعة المعركة، وقد يتطلب الأمر في لحظة من اللحظات أن تُفتح هذه المعركة حينئذ أنت كمحور ومقاومة وشعب مقاوم تحدد الظرف والخيار، وهذا الأمر يجب أن يؤخذ بالاعتبار”.
ولفت الى، أن “إذا تمكنا كمحور مقاومة، وتمكنت المقاومة في فلسطين وتمكن أهل غزة من إنهاء هذه المعركة دون أن نحقق أغراض نتنياهو فهذا هو المطلوب، وهذا هو الانتصار الأصفى والأنقى. أما في غير هذه الحال، فنحن سنأخذ الأمور إلى وضع آخر، لكل وضع حساباته كما أشار سماحة السيد. نحن لا نقول انه في حال حصلت حرب إقليمية لها حساباتها ولها عدتها، الإسراع في طرح مشروع الترانسفير، ولعل هذا خير أنهم طرحوا مشروع الترانسفير في وقت غير مناسب وغير ملائم لإنهاء هذا المشروع، وإن شاء الله ينتهي”.
واستكمل صفي الدين، “إذا الهدف الأساس الذي تحدث عنه الإسرائيلي والأمريكي لم يتحقق إلى الآن، وإن شاء الله لن يتحقق منه شيء. الهدف القضاء على حماس، حماس موجودة وتقصف صواريخ على تل أبيب. القضاء على المقاومة، المقاومة كلها موجودة في غرفة عمليات داخل غزة وغرفة عمليات مشتركة هنا في لبنان وهناك مناصرون ومؤيدون وداعمون ومساندة، إخراج أهل غزة لم يحصل، استعادة الأسرى لم يحصل ماذا فعلوا؟ لم يحققوا شيئاً بعد شهر”.
وكشف، أن “الجيش الإسرائيلي الذي يمتلك أهم قوة تسليحية في الجو وفي القتل والدمار، وأهم منظومة أمنية وأهم منظومة تجسس وشبكات أمنية حينما يعجز دون تحقيق أي هدف بعد شهر من القتال الضاري والقصف المتمادي، يعني أن هذا الجيش ضعيف وغير قادر على حسم المعارك التي يخوضها، هذا هو الجيش الإسرائيلي”.
وختم صفي الدين، “نحن أمام مرحلة جديدة عنوانها أين سيبقى الجيش الإسرائيلي وما هو المتبقي منه ومن قدرة الصهاينة والغرب على مستوى فلسطين والمنطقة؟ هذا العنوان إن شاء الله نلاحق كل تداعياته. الآن نحن ما زلنا في صلب المعركة، ويجب أن نعمل لنصمد وننجح وننتصر لتنتصر غزة وتبقى، وإننا على ثقة كاملة بأن غزة ستبقى شامخة وقوية بأهلها ومجاهديها ومقاومتها ووقفتها التاريخية التي لا يمكن لأحد أن ينساها، بهذه الوقفة غزة وشعبها ومقاومتها هم الذين سيحددون مستقبل المنطقة وليس نتنياهو من يحدد مستقبل الشرق الأوسط”.