أكد نائب رئيس حركة “أمل” الدكتور هيثم جمعة أن الحركة “ستبقى مؤتمنة على هذا الوطن بقيادة الرئيس نبيه بري”، معتبرا أن “الحركة تتعرض من وقت الى آخر لحملات تشويش وتضليل وتشكيك خاصة عند كل استحقاق وطني، لأنها ثابتة في مواقفها الوطنية والعربية والإسلامية لم تغير ولم تبدل، لأنها طوق النجاة للبنان والمانع من انزلاقه نحو أتون الفتن والدرع الحصين للذود عن وحدته، هذه الحركة التي جمعت اللبنانيين الى طاولات الحوار في عين التينة في وقت كان يعز اللقاء، حتى لا تدمع أي عين في لبنان”.
جاء ذلك خلال المجلس العاشورائي المركزي في “ساحة القسم” في بعلبك، في حضور النائبين غازي زعيتر وملحم الحجيري، الوزير السابق عباس مرتضى، محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر ممثلاً برئيس قسم المحافظة دريد الحلاني، رئيس دائرة أمن عام البقاع الثانية العقيد غياث زعيتر، رئيس اتحاد بلديات بعلبك شفيق شحادة ممثلاً بنائبه جمال عبد الساتر، رئيس بلدية بعلبك بالتكليف مصطفى الشل، ورؤساء اتحادات وبلديات حاليين وسابقين، رئيس الهيئة التنفيذية لحركة “أمل” الدكتور مصطفى الفوعاني، المسؤول التنظيمي لإقليم البقاع أسعد جعفر، أعضاء الهيئة التنفيذية بسام طليس، رامي نجم، علي حمدان، والمفوض قاسم عبيد، عضوي المكتب السياسي علي عبدالله وحسن ملك، مدير فرع الجامعة الإسلامية في بعلبك الدكتور أيمن زعيتر، وفاعليات دينية وسياسية واجتماعية.
وقال: “حملات التضليل والتشكيك على هذه الحركة التي منعت الفتنة الداخلية، ونادت بلبنان وطناً نهائياً لكل أبنائه، لأنها تؤمن بأن إسرائيل شر مطلق والتعامل معها حرام. هذه الحركة لم تضعفها الحملات المشبوهة، لم تتردد في مواقفها المبدئية بل كانت تخرج أمام كل تحد أقوى، لا تلتفت إلى إعلام مأجور أو إلى صوت موتور او الى دعاية خبيثة”.
وتابع: “ستبقى أمل، أمل القادة والشهداء، أمل العزة والكرامة، أمل الناس الطيبين، أمل أنتم أمل السيد موسى الصدر، أمل الرئيس نبيه بري، أمل الشهداء أمل التاريخ المجيد، فمستقبل لبنان لن يقوم إلا بأمل”.
ورأى أن “لبنان المترنح تحت وطأة الأزمات الاقتصادية والمالية والمعيشية، يعاني انقسامًا سياسيًا حادًا وفراغًا دستوريًا لعدم انتخاب رئيس للجمهورية”، ولفت إلى أن “البلد يمر في أصعب ظروفه وأخطرها وهو أمام منعطف مصيري، لذلك المطلوب اليوم من جميع اللبنانيين بخاصة القادة السياسيين، التحرر من كل القيود المصلحية الضيقة والتوجه الى حوار جدي نابع من مصلحة الوطن والناس لان مصير لبنان على المحك، وعلى القادة التلاقي والحوار وتلبية الدعوة الدائمة والمتكررة من قبل رئيس الحركة الأخ نبيه بري الى الحوار دون شروط، حوار يستند الى المشتركات الكثيرة بيننا، ويكسر جمود المواقف وصولا الى نتائج إيجابية تؤدي الى انتخاب رئيس للجمهورية وتأليف حكومة وإعادة إنتاج الحياة السياسية ودورتها التشريعية والاجتماعية والحياتية”.
وأردف: “إن المبادرات الخارجية مشكورة على تحركها، لكن مهما كان الخارج مهتماً تبقى الحلول الداخلية أفضل،وثمنها أقل من الحلول الخارجية. فلماذا وإلى متى ودولتنا تتحلّل أمام أعيننا وإداراتنا الى زوال وأبناؤنا يهاجرون والى متى تنتظرون سارعوا الى إنجاز هذا الاستحقاق الرئاسي واحفظوا لبنان حيث لا ينفع الندم”.
وأكد أن “الإمام الحسين ذلك الإنسان الإلهي، تربى في مدرسة رسول الله مدرسة الحق والعدل والخير والحرية، هذه المدرسة التي يتحرك أهلها من حدود دينهم وفضائله لا من حدود مصالحهم وشهواتهم، إنهم قوم يؤمنون بأن النفس في طهارتها وبذلها في سبيل الله والإنسان هي رحلتها الحقيقية الى الله. من هنا شمولية عاشوراء وعظمتها وخلودها وبقائها في القلوب المؤمنة تجدد العزائم وتنير دروب المؤمنين في طريق الهدى”.
أضاف:”عندما نلبي دعوة الحسين إلى هذا المؤتمر السنوي ويلبيه معنا الملايين من الناس، فإننا في الحقيقة نلبي دعوة الحق والنور والحرية. ولذلك علينا أن نستفيد من هذه المناسبة لكي ننمي الوعي في المجتمع، وأن نستفيد أيضاً من حركية عاشوراء وديناميكيتها وأهدافها في ثقافتنا وتربيتنا وفي ممارستنا السياسية وفي مقاربة قضايا الناس والوقوف الى جانبهم بذات الروحية. إن المجالس الحسينية هي المدرسة الحقيقية التي يتخرج منها الإنسان ثائراً مستعداً للشهادة وفضائلها، ومن هذه المجالس خرجت المقاومة وخرج الشهداء وكانت الانتصارات المباركة”.
وقال: “حيث إننا في تموز ونعيش ذكرى المجد والبطولة وذكرى الانتصار على عدونا ببركة الحسين، فاننا نحيي الشهداء الذين كتبوا بدمائهم النصر، وها هي راياتهم خفاقة وها هم إن شاء الله الى جانب الحسين وهم بشهادتهم من أصحاب الحسين. ونحن في أفواج المقاومة اللبنانية أمل نقول للشهداء أيها الحسينيون سنحافظ على أرضنا ولن تقبل إسقاط لبنان وإخضاعه وسنبقى الى جانب المقاومة والى جانب العزة والمجد والحرية”.
وأشار إلى أنه “في هذه الأيام قام بعض الشذاذ الموتورين في بعض الدول الأوروبية بالإساءة إلى الشعوب الإسلامية وإلى العالم من خلال الإساءة الى القرآن الكريم تحت عنوان حرية التعبير. إننا نقول لهذه المجتمعات ونحن نعلم ان في أغلبيتها غير موافقة على هذه التصرفات، عندما تتعرض الحرية المزعومة لحرية الآخرين يصبح فاعل هذا الأمر غاصب للحرية. هذه الأمور نحذر منها لأنها تذكرنا ببعض النظريات الفلسفية التي صدرت في أوروبا في أواخر القرن التاسع عشر ونتج عنها حروب كثيرة وضحايا كثر، ما زالت أوروبا تدفع ثمنها حتى يومنا هذا، إن هذه الأعمال تقود إلى فتنة خطيرة داخل أوروبا نفسها ويجب العمل على إخمادها والتصدي لها، وأننا نستغرب صمت بعض الدول خاصة تلك التي وقعت هذه الجريمة على أراضيها ونستنكر الاستمرار والإمعان في الخطأ، فاستمرار الخطيئة تقود إلى أمور لا تُحمد عقباها، ولن تعود بالنفع على الدول التي تسمح بمثل هذه الأمور أقله المقاطعة الاقتصادية. القرآن مصان من الله، ومصان بوحدة الصوت العالي من العالمين الإسلامي والمسيحي بإدانة واستنكار هذا العمل الشنيع”.
ختم: “إننا نحيي فلسطين وأهلها، الصامدين الصابرين العابدين، أهل الشهادة أهل المقاومة، تحية لهم وللشهداء، ووصيتنا لهم بالوحدة وبصيانة المقاومة والدفاع عنها فإن هذا العدو لا يفهم إلا هذه اللغة ولهم في إخوانهم المقاومين في لبنان أسوة حسنة ولهم بالحسين مثلا أعلى”.
وكان قد عرف الحفل المسؤول الإعلامي في إقليم البقاع حمزة شرف، وتلا السيرة الحسينية حسن علامة.