لم أنَم تلك الليلة…
خربشات الوساوس تحاوط تفكيري..
أشعر أنّ جدران غرفتي هشّة..
تنكسر عند أول طرقة..
لم أنم تلك الليلة..
فمجتمعي باتَ لصّاً
والعَوز حالة العوام…
أخاف أن أفيقَ على دمٍ قد هُدِر
أو على شرف قد هُتك..
أخاف أن أعيش النهار الآتي
وأنا على مضض..
لم أنَم تلك الليلة…
فأنا في ترقّب وحذر..
للوجوه المغلّفة بالسواد
ولأسلحة الغدر البيضاء
وهناك…هناك جسد يعتريه الوهن
تعبَ من عملِ اليوم..
حاول أن يشبعَ معدة أولاده الخاوية..
يحاول ألّا يفكّر بغد مجهول معلوم في آن..
فما عُلِمَ من غدِه أنّ الجوعَ رفيقه
وما جُهل من الآتي هو تدبيرات الله.
فنحن نعيش ضمن أطر المعجزات…
لكننا نحيا وسط أدغال تربي حيوانات ..
حيوانات تمتاز بالنطق المغلّف بالغريزة
جيدة هي الأزمات…
فإنها تكشف المعدن…
وتتفحّص أصالته..
فمهما بلغتَ حدّ العوَز
نفس الآخر أمّارة بالكرامة
والدفاع
فكيف لعتمة أحوالك أن تسرقَ وتزهق
أن تغتصب وتهتك..
بلد يتغنّى بالأرز يجب ألّا ينهار
يجب ألّا يعتمد التصفيق لشريعة الغاب
غصن شجرة مرتديا لسد العورات أو غير ذلك….فلا فرق ..
“غورلة اللّبننة” باتت شيئا مُخجلا…
عارا…
“غوريلا” العصر الحديث..
ليتك ظللتِ حكاية مساء ماطر..
ليتك لم تكوني الحلم المُراد تحقيقه ..وتحقّق…
لم أنَم تلكَ الليلة..
فأنا أفتقد الأمان…
لم أنم تلك الليلة..
خوفا من لسعة ثعبان…
رشا حسين ميدان برس