بدا لافتاً إبلاغ رئيس مجلس الوزراء حسان دياب لممثل “اليونيفيل” في لبنان بأن الحكومة لن تسكت بعد اليوم عن الخروقات الاسرائيلية للسيادة اللبنانية ولا عن استخدام الأجواء لقصف اهداف داخل سوريا.
وإذ توقّفت مصادر متابعة عند هذا التصريح، لافتة الى انه يحتمل عدّة تأويلات معتبرة ان خطوة دياب، الذي اتقن فنون الاستعراض منذ تولّيه منصب رئاسة الحكومة، تهدف الى إظهار تمايزه عن الرئيس السابق سعد الحريري، محاولاً الذهاب بعيدا في القضايا الوطنية متماهياً مع ما يسعى بعض المقرّيين منه لتسويقه على أنه يذكّر بالرئيس سليم الحص لجهة مواقفه وأدائه. وأضافت المصادر، أن مثل هذه التصريحات من شأنها أن تشدّ عصب شريحة كبيرة من اللبنانيين وتساهم في التلّهي عن الانزلاقات الحكومية والتي طالت ملف التعيينات المالية والقضائية.
من جهة اخرى، رأت اوساط سياسية مطّلعة أن دياب، وبوصفه يرأس السلطة التنفيذية في لبنان، يهدف من خلال تصريحاته الى تأمين غطاء سياسي لعملية قد يقوم بها “حزب الله” تتمثل بتصعيد عسكري تجاه السلاح الجوي الاسرائيلي الذي يخترق الاجواء اللبنانية، والذي من شأنه ان يغير قواعد الاشتباك في لبنان وينقل الحزب خطوة الى الامام في مواجهته مع الكيان الاسرائيلي.
ودعمت الاوساط رأيها بأن الحزب في حال استطاع من خلال وزارة الصحة السيطرة على وباء “كورونا” في البلاد وداخل بيئته تحديدا، سيمكنه ذلك، مع تدهور الاوضاع الصحية في اسرائيل، من ضرب قواعد الاشتباك والقيام بعملية نوعية كان سينفذّها العدو الصهيوني لو أن الظروف معكوسة. وعلى هذا الاساس تتوقع المصادر ان يتحرك “حزب الله” في هذا الاتجاه خصوصا وانه بدأ منذ مدة باستهداف طائرات الاستطلاع الاسرائيلية وان بدا ذلك بوتيرة بطيئة.
وختمت المصادر ان موقف دياب قد يحمل أيضاً تفسيراً آخر، مشيرة الى انه يحاول تعبيد الطريق بين بيروت ودمشق، لذلك فإن موقفه السياسي والاعلامي يدعم السيادة السورية ويرفض ان يكون لبنان جزءا من عملية استهداف لدولة شقيقة، الامر الذي كان قد بدأه رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل في المرحلة التي مهّد فيها لزيارته الى دمشق قبل اندلاع حراك 17 تشرين، لذلك فإن الاحتمال الذي يبدو منطقيا بأن دياب يدغدغ الجانب السوري ويسعى لأن يكون عرّاباً لتطبيع العلاقات مع سوريا.
المصدر: “لبنان 24”