جاء في “المركزية”:
الأصوات النيابية والسياسية التي تعالت أخيرا معترضة على استمرار لعبة التعطيل في انتخاب رئيس للحمهورية، والمضي في دوامة الفشل، تلقفها رئيس المجلس النيابي نبيه بري بالدعوة الى الحوار بغية وضع حد للنزيف الحاصل في البلاد، والتوافق على انتخاب رئيس كممر الزامي للخروج من الازمة. لكن الواضح للعيان ان المشكلة الاساس ليست في اطلاق الحوار على ما تبدى بعدم التجاوب معه،انما هي قائمة حصرا في مكونات لا تثق ببعضها وتتحكم بها نزعة الالغاء خصوصا لدى الاطراف المسيحية.
من هنا، بديهي القول ان محطة الاختبار المحلية الاخيرة لفرضية التوافق قد فشلت وستشهد الايام المقبلة فشلا اضافيا في جلسات انتخاب الرئيس التي رحلت الى السنة الجديدة، كما وفي اخراج هذا الملف من عنق الزجاجة العالق فيه ووصوله الى بر الامان. وبالتالي فان السوداوية هي الاكثر ترجيحا على ما تعكسه الانقسامات الحاصلة التي تجعل من الصعب الاعتقاد ان التناقضات العميقة قد تشهد تبدلا بين ليلة وضحاها، خصوصا انها قيدت نفسها بشروط تعجيزية ومعايير متصادمة.
عضو كتلة اللقاء الديموقراطي النائب بلال عبدالله ياسف عبر “المركزية” لعدم التجاوب مع دعوة الرئيس بري للحوار من قبل البعض ليقضي على البقية الباقية من امكانية انجاز الاستحقاق الرئاسي محليا وباتت الانظار بمجملها شاخصة الى الخارج. ومنذ اليوم وحتى السنة الجديدة الامور كما النواب في اجازة ريثما يصار الى اعادة تحريكها بعد انضاج المشاورات الجارية على مستوى المنطقة، والتي لا بد من ان تلامس في طياتها الاوضاع في لبنان وسبل معالجتها”.
ويتابع متخوفا من “عودة الحراك الى الشارع نتيجة الغلاء المستفحل للاسعار وانعدام التقديمات الاجتماعية والخدماتية من جهة، وتفاقم الفلتان الامني الذي دفع مناطق في بيروت وجبل لبنان للجوء الى خيار الامن الذاتي وهو ان طال امده قد يتمدد باتجاه الاستغناء عن الدولة وقواها الامنية والقضائية ما يعيدنا الى زمن الدويلات والايام السوداء التي لم تندمل جراحاتها بعد”.