هل يستطيع “حزب الله” إدارة الإنهيار؟

لفتت مصادر مطلعة ان “حزب الله” دخل مرحلة الدفاع الشرس عن الحكومة الحالية.

واشارت المصادر الى أن الحزب سيدافع سياسياً واعلامياً عن الحكومة ضد أي هجوم قد تتعرض له من حليف أو خصم.

واكدت المصادر أن بيان كتلة “الوفاء للمقاومة” هو اول الغيث، وأن المواكبة السياسية للحكومة مستمرة وفي تصاعد.

واعتبرت المصادر أن المحاذير التي كانت تحول دون ذهاب الحزب بعيداً في الدفاع عن الحكومة لتجنيبها صفة “حكومة حزب الله” سقطت مع جائحة كورونا.

فعن حسن أو سوء نية يطرح المراقبون والمتابعون للشأن السياسي والإقتصادي في لبنان سؤالاً عن قدرة “حزب الله” ورغبته في إحداث فارق في السياسات الإقتصادية وإدارة الإنهيار الحاصل ومنعه من الوصول إلى أسوأ حالاته، خصوصاً في ظل حكومة وسمها كُثر بأنها حكومة الحزب بالمعنى العام أو المباشر.

لا يتعاطى “حزب الله” مع هذه الحكومة بوصفها حكومته، بل بأنها حكومة أمر واقع فرضتها ظروف ومعطيات لا يمكن تخطيها، وتالياً فهو، وبعيداً عن جرعة الدعم التي أعطاها السيد حسن نصرالله لها في خطابه الأخير، ينظر إليها بأنها حكومة لا توحي بأنها قادرة على إحداث فارق “نظراً إلى الطريقة التي تألفت فيها” كما عبرت كتلة “الوفاء للمقاومة”.

لن ينزع “حزب الله” الغطاء السياسي عن الحكومة، ولهذه الغاية كان خطاب نصرالله داعماً بشدة للحكومة، لكن أسباب الحزب بإبقاء الحكومة تعود إلى تخوفه من تطورات عسكرية قد تحصل في المنطقة، وفي لبنان بينه وبين إسرائيل، الأمر الذي قد يوصل إلى حرب أو إلى معركة لأيام يكون لبنان بحاجة فيها إلى حكومة تدير الأزمة بشكل فعال.

ومن هذه النظرة أيضاً يتعامل الحزب في الشؤون الداخلية الإقتصادية، إذ يبدو أنه حتى الآن يرفض الذهاب بعيداً في معارك سياسية وإعلامية، وإن كانت مربحة على الصعيد الشعبي، فلم يستغل الحزب مثلاً العروضات الإيرانية في ملف الكهرباء من أجل فتح إشتباك سياسي لفرض قبول المساعدة الإيرانية، بل تجنب حتى الدخول في أصل الجدال، وهذا الأمر سينطبق على كل القضايا داخل مجلس الوزراء كمسألة دفع اليوروبنود الذي يعارضه الحزب غير أنه لن يقوم بمعركة حقيقية في هذا الشأن.
وترى المصادر أن “حزب الله” سيحاول إعطاء إقتراحات داخل الحكومة وخارجة وفقاً لنظرته للطريقة المثلى للخروج من الأزمة وإدارة الإنهيار الحاصل لكنه ليس في وارد القيام بإشتباك سياسي لا مع حلفائه ولا مع خصومه.

وتقول المصادر أن “حزب الله” يسعى إلى تخفيف الإحتقان السياسي والمذهبي قدر الإمكان لمنع حصول أي توتر مناطقي أو حزبي، فهو يفضل الإنفجار الشعبي في وجه الحكومة الحالية على الإشباك السياسي بين المكونات.

وتلفت المصادر إلى أن “حزب الله” عمل بشكل لافت في الأسابيع والأشهر الماضية على تحضير نفسه للأسوأ في الموضوع الإقتصادي، وسعى إلى تجهيز بنية تحتية من أجل تلبية حاجات بيئته وبيئة حلفائه في حال إختفاء عدد من السلع الأساسية من السوق.

في الوقت نفسه لا يرى الحزب أن الذهاب بإشتباك سياسي مع واشنطن في لبنان سيشكل إضافة حقيقة لموازين القوى في المنطقة، إذ إن خطوط الإشتباك متعددة وكثيرة وتأخذ أشكالاً ومستويات عدة من العراق إلى اليمن فسوريا وأفغانستان، لذلك فالمحافظة على قواعد اللعبة مع واشنطن سيكون أفضل للساحة اللبنانية، لذلك فإن أي معركة من أجل تنويع الخيارات الإقتصادية قد تكون لزوم ما لا يلزم في الوقت الحالي، إلا إذا ذهب إليها مجلس الوزراء مجتمعاً وعندها سيدعمها الحزب بكامل قوته.

المصدر: ليبانون 24