كتب عبد الكافي الصمد في” الاخبار”: دخلت اليوم أزمة فقدان الخبز في طرابلس وجوارها في بقية الأقضية الشّمالية أسبوعها الثاني، من غير أن تلوح في الأفق أيّ بوادر لمعالجتها، في ظلّ تفاقمها وتطوّرها نحو الأسوأ، بالرّغم من كلّ الإجراءات التي أعلنت السّلطات المعنية اتخاذها، من وزارة الاقتصاد إلى المحافظ، ما يُنذر بمضاعفات خطيرة في الأيّام المقبلة إذا استمر الوضع على ما هو عليه.
أبرز مضاعفات هذه الأزمة تمثّل في الإشكال الذي وقع فجر اليوم بين مواطنين أمام فرن الريداني في منطقة البداوي ورافقه إطلاق نار، ما دفع أصحاب الفرن إلى إغلاق أبوابه خوفاً من تداعيات الإشكال وتجدّده، بالرغم من تدخل الجيش الذي أوقف مشتبهاً بهم ولاحق آخرين يشتبه في أنّهم تورّطوا في الإشكال.
هذا الإشكال جاء بينما يستمرّ مشهد وقوف طوابير المواطنين أمام الأفران في طرابلس على حاله، الأمر الذي دفع كثيرين إلى المسارعة والوقوف أمام الأفران منذ ساعات الفجر الأولى، من أجل الحصول على أكثر من ربطة خبز، إذا أمكن، ذلك لأنّ الأفران التي تقفل أبوابها ظهر كلّ يوم عادة، بسبب نفاد مادة الطحين لديها، ترفض ابتداءً من السّاعة السّابعة صباحاً بيع أيّ زبون أكثر من ربطة خبز واحدة.
ودفع ذلك مواطنين إلى شرائها من السّوق السّوداء، بحيث ارتفع سعر الربطة ضعفاً على الأقل، ما جعل السّوق السّوداء تزدهر، في طرابلس والضنّية والمنية وعكّار، تحديداً بالنسبة لأشخاص كانوا يحصلون على الخبز من أفران في طرابلس، أو يجلبونها من أفران خارجها في الكورة والبترون وجبيل وصولاً إلى جونية، بكميات كبيرة تعدّ بالمئات، وبيعها بضعف إلى ضعفي سعرها على الأقل.
ومن أجل معالجة المشكلة آنياً ومؤقتاً، لجأ أصحاب فرن الأمان في بلدة مرياطة ـ قضاء زغرتا، من آل الغوراني الذين أفادوا ««الأخبار» بأنّهم لا يحصلون على أكثر من 15 ـ 20 في المئة من حصتهم اليومية من مادة الطحين، إلى بيع الخبز لأهالي البلدة في مبنى مدرسة الأمان الدولية المجاورة، التي يملكها شقيق صاحب الفرن، على أن يُخصص الفرن لبيع الخبز لأهالي منطقة الضنية كون الفرن يقع عند مدخل المنطقة، التي يعتبر أهلها أفران بلدتي مرياطة وأردة المجاورتين، الواقعتين إدارياً ضمن قضاء زغرتا وحيث أفران البلدتين تقع على طول الطريق الرئيسي الذي يربط الضنّية بزغرتا ومدينة طرابلس، المصدر الأساسي لهم للتزوّد بالخبز.