اللبناني حجر بين شاقوفي الجوع الكافر والـ”كورونا” القاتل!

اندريه قصاص Lebanon 24

كثيرون من اللبنانيين، وأنا واحد منهم، إستفزهم مشهد سوق العطارين في طرابلس. زحمة الباعة والناس وكأن لا فايروس يتربص على الأبواب وعند مفارق الطرقات، وفي الساحات العامة، وحيثما إجتمع إثنان في أي منطقة لبنانية من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، حيث لا خيمة فوق أي كان، إذ أن جميع الذين لا يلتزمون الحجر المنزلي معرضّون للإصابة بالـ”كرونا”.

فما حصل في طرابلس، وقبله على كورنيش المنارة في بيروت وفي غير منطقة لبنانية حيث أقيمت الأعراس والإحتفالات، أمر غير مقبول من وجهة نظر الطب ومن قبل الساهرين على سلامة المواطنين، سواء في وزارة الصحة أو وزارة الداخلية المولجة تنفيذ الإجراءات التي تتخذها الحكومة.

أما من وجهة نظر من لا يملك ثمن رغيف واحد لإعالة عائلته، وهو يعيش كل يوم بيومه، وإذا لم يعمل لا يستطيع أن يؤّمن معيشة من هو مسؤول عنهم. وإذا خيّر هذا الذي إن لم يعمل يموت أطفاله من الجوع، لأن هذا الجوع كافر، بين أن يموت من الجوع أو أن يصاب بالـ”كرونا”، فإنه سيختار حتمًا الخيار الثاني، وهو لذلك نزل إلى عمله في سوق العطارين، وفي غيره من الأسواق، في طرابلس وفي غيرها، غير آبهٍ بما سيحلّ به ما دامت النتيجة واحدة، وهو يفضّل ممارسة لعبة “الروليت الروسية” في تحدّيه للـ”كورونا”، علّها تكون أرحم عليه من دولته ومن حكومته، التي إتخذت قرار الحجر المنزلي من دون أن تتخذ أي إجراء عملي يطرد شبح الجوع عن ما يقارب نصف الشعب اللبناني، الذي أصبح تحت خطّ الفقر.
الحكومة تكذب على نفسها أم على اللبنانيين؟الفقراء يواجهون كورونا ببطون خاوية …وحكومتهم: كلوا خبز وزيتون!
في الدول التي يُحترم فيها الإنسان، وبالأخصّ المعوز، أقدمت الحكومات، التي لولا الشعب لا وجود لها ولا فائدة منها، على خطوات متقدمة فضخّت في الأسواق مليارات الدولارات للتعويض عن العامل القابع في منزله، والذي لا يستطيع أن يعيش هو وعياله إن لم يعمل يوميًا وينتج.
المصدر:Lebanon24