لا شك في أن الصين حققت نتائج مرحلية مهمة لمكافحة فيروس كورونا. ومرد ذلك يعود إلى مقومات أساسية تتمتع بها وتتصل، كما يقول السفير الصيني وانغ كيجيان لـ”لبنان24″، بـ”القيادة القوية والفعالة لجمهورية الصين وعلى رأسها الرئيس شي جين بينغ، والتي تستطيع أن توحّد الإرادة الوطنية وتتخذ القرارات الحكيمة التي تنفذها الحكومات على المستويات كافة بشكل جدي لمواجهة الكوارث المختلفة، حيث تستطيع حشد القوة الوطنية لمكافحة الوباء”، منوها بتعاون الشعب الصيني مع الحكومة ودعمه إجراءات الوقاية التي اتخذتها للسيطرة على الوباء وتقديمه تضحية كبيرة.
واذا كانت الصين لم تصل بعد إلى مرحلة إعلان الانتصار على الوباء، لأنها لا تزال أمام مهمة شاقة للوقاية والسيطرة، فإن سفيرها في لبنان يؤكد أننا نواجه خطرا كبيراً لانتشار الوباء مع إعادة تشغيل الاقتصاد ودخول المسافرين من الخارج؛ مع ذلك لدينا الثقة والقدرة من أجل تحقيق الانتصار النهائي في المعركة ضد الوباء.
وفيما ترددت الكثير من المعلومات عن لقاح صيني لمواجهة كورونا قد ينتهي العمل به خلال شهرين، فإن كيجيان يؤكد أنه بعد تفشي الوباء، أعلنت الصين عما توصلت إليه من معلومات حول التسلسل الجيني للفيروس مما يمكّن العلماء في العالم من تطوير كشف أدوات الفحص – تفاعل سلسلة البوليميراز-(PCR) لفيروس كورونا في وقت قصير وبدء تطوير اللقاح. ومنذ ذلك الوقت، يتسابق العلماء في الصين والدول الأخرى لتطوير اللقاح، وقد حققوا نتائج إيجابية. وبناء على ذلك بدأت الصين والولايات المتحدة إجراء التجارب السريرية للقاح. وفقا للخبراء، يعتبر تطوير اللقاح عملاً علمياً دقيقا وطبيا صارما جدا، ويحتاج إلى تجارب متكررة واختبارات لتأكيد أمانة اللقاح على الانسان، ولا يمكن أن يدخل اللقاح إلى السوق ويعطى للمواطنين قبل الحصول على الموافقة من قبل الأجهزة المعنية. فأي خطوة من هذه الخطوات لا يستغنى عنها لحماية صحة الشعب. وإذا كانت نتائج التجارب جيدة، فإن كل الخطوات سوف تجري بسلاسة، وعندها سيكون اللقاح جاهزا لطرحه في السوق في أيلول المقبل .
ومع ذلك، لم يكشف مصدر الفيروس حتى الآن، يقول سفير الصين في لبنان، مع أن الوباء بدأ بالتفشى أولا في بلاده، ولكن ذلك لا يعنى بالضرورة أن مصدر الفيروس هو في الصين، فالموضوع يحتاج إلى بحث علمي دقيق. كما قال مايك رايان المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ الصحية بمنظمة الصحة العالمية يوم الأربعاء، إن منظمة الصحة العالمية كانت واضحة منذ بداية تفشي المرض بأن الفيروسات لا تعرف حدودًا ولا تهتم بالعرق أو لون بشرة الإنسان أو كم من المال لديه في البنك، من المهم حقًا أن نكون حذرين في اللغة التي نستخدمها ونتجنب من ربط الفيروس بالأفراد أو الأعراق، ما نحتاج إليه هو التضامن والتعاون.
وسط ما تقدم، وفيما يرتفع عدد المصابين بـ”كورونا” في لبنان، فإن السفير الصيني يؤكد أهمية التعاطي مع كوفيد 19 بكل جدية، فبوصفه وباء عالميا يجب على الدول ان تكون على استعداد لمواجهته بالتحضيرات الجيدة والإجراءات المضادة الجدية. فالصين استمرت في التعاون مع منظمة الصحة العالمية والمجتمع الدولي بروح الانفتاح والشفافية والمسؤولية منذ البداية، سواء لجهة تبادل المعلومات والتعاون في البحث العلمي، فضلا عن تقديمها المساعدات للدول ذات الاحتياجات وتتشارك مع الدول الأخرى التجارب التي تراكمت لديها خلال عملية مكافحة الوباء. وبما أن وضع الانتشار للمرض مختلف من بلد الى آخر فمن الطبيعي أن تختلف ظروف الوباء باختلاف ظروف الدول. ولقد اتخذت دول العالم اجراءات وتدابير مختلفة وفقا لطبيعة الانتشار ووفقا لظروف البلد المختلفة. وفي هذا الصدد، فإن الصين، بحسب سفيرها في بيروت على تواصل وتنسيق وثيق مع وزارة الصحة العامة اللبنانية والخبراء اللبنانيين المعنيين بشكل وثيق، وتبدي استعدادا للمشاركة في المزيد من الخبرات مع الجانب اللبناني وتأمل أن تكون مفيدة للجانب اللبناني في مكافحة الوباء، مع اشارة كيجيان الى انه على ثقة بأن الأطباء والخبراء اللبنانيين لديهم قدرة على مواجهة هذا الوباء الحالي. ورداً على سؤال عن المساعدات الصينية للبنان عموما ووزارة الصحة خصوصا في هذا الظرف الدقيق، يؤكد كيجيان أن الجاليات الصينية والشركات الصينية العاملة في لبنان تبرعت بدفعة من المستلزمات الطبية والمعدات إلى الجانب اللبناني، وهناك تنسيق مع الحكومة اللبنانية لتقديم دفعة من المساعدة العاجلة بغية تقديم الدعم للبنان في حالة الطوارئ الطبية الراهنة، وسيتم الاعلان عن التفاصيل في وقت لاحق.
المصدر : 24Lebanon