على الرغم من أن الجدار سقط على ابنتها أثناء قصف روسيا لمسرح ماريوبول، إلا أن فيكتوريا دوبوفيتسكايا كانت من بين الناجين من تلك الغارة الروسية.
قالت دوبوفيتسكايا التي قابلتها صحيفة “نيويورك تايمز” الشهر الماضي، إن المسرح انهار جراء القصف الروسي وكانت تتنظر صراخ طفلتها ناستيا البالغة من العمر عامين لتعرف أنها على قيد الحياة.
وأكدت أنها وطفليها الصغار كانوا من بين العديد من المدنيين الذين احتموا في مسرح ماريوبول للدراما في 16 آذار عندما دمرته غارة جوية روسية.
كانت كييف اتهمت روسيا بقصف مسرح لجأ إليه “أكثر من ألف” مدني في منتصف آذار الماضي، بينما وصف الرئيس الأميركي، جو بايدن، نظيره الروسي فلاديمير بوتين بأنه “مجرم حرب” عقب تلك الحادثة.
وآنذاك، قال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، إنه “في ماريوبول ألقى سلاح الجو الروسي عمدا قنبلة على مسرح الدراما في وسط المدينة والمبنى دمر”.
ونشرت الشركة الأميركية لتقنيات الفضاء “ماكسار تكنولوجيز” المتخصصة بصور الأقمار الاصطناعية، صورة قالت إنها التقطت الإثنين للمسرح. وتظهر تلك الصورة كلمة “أطفال” مكتوبة على الأرض بأحرف بيضاء كبيرة وبالروسية أمام المبنى وخلفه.
وذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” أن قصف مسرح الدراما بمدينة ماريوبول الواقعة على بحر آزوف، أسفر عن مقتل مئات الأشخاص في غارة واحدة، وهو أحد أبرز الأمثلة على الفظائع التي ارتكبتها روسيا في غزوها لأوكرانيا، طبقا للصحيفة.
تقول دوبوفيتسكايا إنها كانت تأمل أن تخرج ابنتها ناستيا على قيد الحياة من تحت الأنقاض حتى لو فقدت ذراعيها أو أرجلها. في تلك اللحظات الأولى المروعة، تتذكر دوبوفيتسكايا، أنها لا تعرف ما إذا كانت ابنتها قد نجت.
لاحقا، سمعت ناستيا تصرخ “ماما” التي بقيت على قيد الحياة. وقالت دوبوفيتسكايا إنه بعد سقوط الجدار عليها، اندفعت نحوها لتلمس الركام.
وأضافت: “شعرت بوجود نوع من القماش، حيث سحبته للخارج. كانت بيضاء بالكامل باستثناء وجهها المغطى ببطانية أثناء سقوط الجدار عليها”.
وتابعت: “ربما أنقذها ذلك، لأنه إذا أصاب رأسها الركام، فسيكون من المستحيل على طفل يبلغ من العمر عامين البقاء على قيد الحياة”.
وعلى الرغم من أن أرقام الضحايا غير واضحة، تقول إدارة ماريوبول إنها تعتقد أن حوالي 300 شخص لقوا حتفهم في المسرح حينما كانوا يحتمون من القصف العنيف على المدينة التي حاصرها الجيش الروسي.
وأُحبطت المحاولات المتعددة لفتح ممرات آمنة وإجلاء سكان ماريوبول، واضطرت قوافل مساعدات عديدة إلى العودة. والخميس، قال عمدة المدينة إنه يعتقد أن ما لا يقل عن 5000 شخص قتلوا في هجمات على ماريوبول.
ومع سحق الجيش الروسي للمدينة وتسويتها بالأرض وتشديد طوقه حول المدافعين الأوكرانيين المتبقين، فر الناس عبر فترات متقطعة في سيارات وحافلات تتنقل بين الأنقاض والحفر والمركبات المحترقة ونقاط التفتيش العسكرية الروسية.
ومن بين أولئك الذين نجحوا في الفرار من ماريوبول بعد أسبوع من الضربة على المسرح، حيث ذهبوا للاحتماء في مدرسة قبل الخروج من المدينة.