“جعجع بيلعب بالدولار”… بين “الاستخفاف بالعقول” و”التضليل”

كتبت فالنتينا سمعان في “أخبار اليوم”:

“فوزنا سيؤدّي حتمًا إلى تحسّن فوري في سعر الصرف وضخّ أجواء إيجابيّة تسمح بتأمين أجواء الإنقاذ الاقتصادي”، أعلنها صراحةً رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع أمس خلال إعلانه ترشيح الوزير السابق غسان حاصباني للإنتخابات النيابيّة عن المقعد الأرثوذكسي في دائرة بيروت الأولى.

بالفم الملآن ودون التفكير في تداعياتها، انسابت كلمات جعجع، معلّلًا أنّ “القوات” تحمل المشروع الاقتصادي الأفضل والأوسع والأشمل، وأنّ مرشحها في بيروت الأولى هو بامتياز أفضل مَن طرح البرامج الاقتصاديّة.

 

كلام جعجع لاقى الكثير من الإنتقادات، فقد اعتبره رئيس حزب “التوحيد العربي” وئام وهاب كلامًا خطيرًا، محاولًا فهمه وداعيًا إيّاه إلى تصحيحه، في حين وصفه عضو تكتل “لبنان القوي” النائب سيزار أبي خليل بـ”الابتزاز”، لتنهال التغريدات على موقع “تويتر” فيتصدّر هاشتاغ “#جعجع_بيلعب_بالدولار” لائحة الترند.

وتعليقًا على كلام جعجع، اعتبر عضو تكتل “لبنان القوي” النائب ادي معلوف أنّه وللقيام بسياسات اقتصاديّة في البلاد “عليك أن ترتبط بأفرقاء آخرين” متسائلًا عن هويّة هؤلاء وداعيًا جعجع لتسميتهم وذكر “تأثيرهم” على السياسات الاقتصاديّة القائمة، “فهل كانوا جزءًا منها ام لا”.

وأشار معلوف عبر وكالة “أخبار اليوم” إلى “لامنطق” جعجع في كلامه، متسائلًا عمّا إذا كان وحزبه بعيدين عن التمديد لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة مثلًا، أو عن تواجده في الحكومات السابقة والدور الذي قام به وزراؤه خلال تسلّمهم حقائب وزاريّة.

وعن المشروع الاقتصادي الذي تحمله “القوات”، قال معلوف: “لا يكفي اليوم أن يكون لدى أي حزب هذا المشروع أو ذاك، لأن حجم الكتل الذي سينبثق بعد الإنتخابات له تأثير على إمكانية تنفيذها من عدمه”، فقد كان الأجدى بجعجع أن يفصح عن تحالفاته وموقفه من رئاسة المجلس بعد الإنتخابات مثلًا لتتوضّح الصورة بشكل أفضل”.

وتابع: “فلنتفترض أننا كـ”تيار وطني حرّ” لم نكن نريد سلامة ولكن لم نملك الأكثرية فوافقنا عليه، لا بل أكثر من ذلك كنا نريده وأوصلناه إلى موقعه فأوصلنا إلى هذا الوضع، لدينا الجرأة أن نطالب برحيله، ولكن كـ”قوات”، أين هم من حملات تطييره”؟

وختم بالقول: “من لم يتعلّم قراءة واقع التركيبة اللبنانية بعد… الله يساعده، وكفى استخفافًا بعقول الناس”.

بدوره، رأى مسؤول الإعلام والتواصل في حزب “القوات اللبنانية” شارل جبور أنّ ما حصل هو “تزوير وتضليل وتحريف، فما قصده جعجع هو أن انخفاض الدولار والإستقرار المالي هو عامل ثقة، إذ إنّ اللبنانيين لا ثقة لديهم بالسلطة السياسية الحالية، لأنّ الانهيار لم يحصل سوى نتيجة ممارسة هذه السلطة وإدارتها للدولة”.

وتابع في حديث عبر وكالة “أخبار اليوم”: “تعطيل الحكومة اليوم هو نتيجة خلافات السلطة بعضها ببعض، وما يحصل في لبنان من انهيارات وعزلة خارجيّة هو نتيجة ممارسات هذه السلطة ونتيجة خطف “حزب الله” للدولة إضافة إلى تغطية رئيس الجمهورية العماد ميشال عون و”التيار الوطني الحر” لاعتداءات “الحزب” على السيادة اللّبنانيّة”.

أضاف: “من هنا، ما قصده جعجع هو أن إحداث تغيير في الإنتخابات أي إعادة إنتاج سلطة جديدة، وليس “فوز القوات”، هو ما يشكّل عامل ثقة يؤدّي إلى انخفاض سعر صرف الدولار، وهو المعبر للإستقرار السياسي والمالي، لأنّ هذه السلطة الجديدة ستعيد وضع القواعد الأساسيّة لبناء اقتصاد سليم، انطلاقًا من تنفيذ الدستور والقوانين المرعية، وأن يكون هناك دولة لها علاقات مع محيطها وبالتالي فكّ عزلة لبنان”.

وأكّد جبور أن الحملة التي شُنّت على جعجع هي “حملة عن سابق تصوّر وتصميم، لأنّ الفريق الي شنّها لا يقرأ، وإذا قرأ لا يفهم، وإذا فهم يريد أن يفهم على “هواه”، فهو يعتبر أن “القوات” اليوم، وانطلاقًا من خطابها وأدبياتها وثباتها، تؤثّر على الشعب اللبناني بشكل كبير، وبالتالي هم يريدون أن يهاجموها في محاولة لضرب شعبيّتها الوطنيّة، وفي محاولة لرفع اللّوم عن مسؤوليتهم التاريخيّة لما يحدث اليوم والتي تجلّت أخيرًا في رفضهم إلتئام الحكومة في ظلّ هذه الأوضاع المأساويّة، وهذه جريمة بحدّ ذاتها”.