نتيجة فحص إيجابية للكورونا. ولكن هل هذا يكفي أم أننا بحاجة أكثر لمعرفة بعض التفاصيل ومخاطر نقل العدوى إلى الآخرين، متى يكون المريض في ذروة مرحلة المرض ومتى يصبح الفيروس منخفضاً جداً في جسمه، وبالتالي غير قادر على نقل العدوى؟
يوضح الباحث في علم الفيروسات والأمراض الوبائية الدكتور حسن زراقط في حديثه لـ”النهار العربي” أنه في بداية انتشار الفيروس، كان مختبر مستشفى رفيق الحريري الجامعي يُطلع المريض على نتيجة فحصه ومعدل الفيروس في جسمه من خلال ذكر معدل Ct، إلا أن ذلك أدى إلى ضياع وسوء فهم عند الناس، خصوصاً أن هذا الرقم قد يختلف ولو قليلاً بين المختبرات بحسب التقنية أو البروتوكول المعتمد في كل مختبر. وخلافاً للفحوصات الأخرى، ومنها فحص السكري الذي يرتكز على معدل محدد يشير إلى إصابة الشخص بالمرض من عدمه، يعتمد فحص الكورونا أولاً على النتيجة الإيجابية التي تؤكد إصابة الشخص بالفيروس قبل الغوص في معدل ونسبة الفيروس في جسمه.
ونتيجة التخابط في النتائج وفهم المعدلات، وما تداوله بعض المتابعين، فقد طلبت وزارة الصحة من المختبرات عدم وضع نتيجة CT Value في الفحص، برغم أن بعضها لم يلغِ هذه النتيجة في فحوصاته.
وبالعودة إلى تقنية الفحص، يشير د. زراقط إلى أن “التشخيص المخبري للفيروس ومنها #كوفيد_19 يعتمد على تكثير الجينات الفيروسية (RNA) الموجودة في مسحة الأنف (مثلاً) باستخدام تقينة RT-PCR من خلال دورات تكثير متعددة تترواح بين 40ـ45 دورة. تشمل تقنية RT-PCR تحويل RNA الفيروس الى DNA ومن ثم نسخه (مضاعفته) في كل دورة.
عند الوصول إلى نسبة معينة، يتم التقاط هذه الإشارة، وبالتالي القراءة والتأكد من وجود هذه الشيفرة في العينة المأخوذة. هذه التقنية تعتمد حوالي 40 دورة من النسخ وتتكرر 40 مرة، وكلما تم التحقق من وجود هذه الشيفرة الوراثية للفيروس باكراً، أي على عدد دورات أقل، فهذا يعني وجود كمية أكبر من الفيروس أو الRNA الخاص بالفيروس في العيّنة. وبالتالي تمثل قيمة “Ct” الدورة التي تصل من خلالها كمية الـDNA إلى مستوى يسمح بالتحقق من وجوده والتي تعني وجود جينات الفيروس. وعليه كلما كان Ct متدنياً يمكننا التأكد من وجود الفيروس في العينة.
ولكن ماذا يعني هذا المعدل؟ ومتى يكون المصاب معدياً؟
يؤكد زراقط أنه “بالنسبة إلى المريض، هذه النتيجة لا تعني له سوى أنه إيجابي وهو في مرحلة المرض، أما علمياً وطبياً فهي تحمل دلالات عدة وهامة، فهي تسمح لنا بتقدير مرحلة المرض وما إذا كان المصاب معدياً أم لا. إذاً، تقنية RT-PCR تظهر الشيفرة الوراثية للفيروس، لكنها لا تستطيع معرفة ما إذا كانت الجينات المكتشفة هي من فيروس معد أو من بقايا فيروسات أو بقايا خلايا مصابة.
وعليه، أظهرت دراسات عدة حول هذا الموضوع أنه كلما كان معدل Ct منخفضاً ارتفع احتمال نقل العدوى، ما يعني أن المصاب ما زال معدياً.
وكشفت إحدى الدراسات أنه كلما ارتفعت Ct عن 24، ينخفض احتمال نقل العدوى إلى الآخرين. عموماً إذا كانCt أعلى من الـ30، فهذا يعني أن إمكانية نقل العدوى منخفضة جداً.
ويشدد زراقط على أن “ذروة إمكانية نقل العدوى من المريض تتراوح بين 3 أيام قبل ظهور الأعراض على المصاب حتى 3 أيام بعد وتنخفض الى دون 6% بعد 10 أيام من بدء ظهور العوارض، إذ تصبح كمية الفيروس قليلة في الجسم. أما عند الأشخاص الذين كانت إصابتهم حادة واحتاجوا دخول المستشفى فقد تطول هذه المدة أكثر.
في حين أن المصاب أو المخالطين له لا تظهر عليهم أعراض، يصعب تقدير مرحلة العدوى من خلال معرفة قيمة الـ Ct إلا اذا كان لدينا نتيجة فحصين PCR ومعلومات مفصلة عن تاريخ المخالطة.
المصدر:Kataeb