كتب أنطوان الفتى في “أخبار اليوم”:
قد يكون الجانب الأبرز في زيارة مساعدة وزير الخارجية الأميركي للشؤون السياسية، السفيرة فيكتوريا نولاند لبنان، هو أنها ظهرت أقوى من الرئيس الأميركي جو بايدن، ومن وزير خارجية بلادها أنتوني بلينكن، في الحديث بديبلوماسية، عن “الطحشات” الإيرانية فيه (لبنان).
“خرافية”
ففي ردّ على العروض “الخرافية” التي قدّمها وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان للبنان، قبل أسبوع، وعلى عرضه بطلب استثناء لبناني من الولايات المتحدة على غرار العراق وأفغانستان، للتعاطي مع إيران في مشاريع عدّة، أشارت نولاند الى أن ما تعرضه إيران من دعم للبنان في مجال الطاقة هو “فرقعة إعلامية”. وهي بذلك رسّمت لعبد اللهيان حدوده، التي ليست أكثر من صمت أميركي عن بعض الناقلات الإيرانية التي تحمل ما تحمله من محروقات، ولكن في ما لا يصل الى درجة الكذب، وتصديق الكذبة، إيرانياً.
حدود
نولاند رسّمت حدود عبد اللهيان في لبنان. ولكن لا كلام فعلياً قبل الدّفع باتّجاه ضبط حدود لبنان، وتحريرها من اليد الإيرانية، ووقف التهريب، إذ لا إمكانيّة لولادة دولة لبنانية حقيقية إلا إذا كانت حدودها واضحة، برّاً وبحراً وجوّاً. فمن هنا المدخل الى برنامج مع “صندوق النّقد الدولي”، وهذه هي النتيجة الحتميّة لهذا البرنامج أيضاً.
مصلحة
دعا عضو كتلة “المستقبل” النائب محمد الحجار الى “عَدَم تضييع البوصلة أبداً. فالولايات المتحدة دولة عظمى، تبحث دائماً عن تحقيق المصلحة الوطنية الأميركية أوّلاً، وقبل أي شيء آخر، وذلك على غرار سائر الدول الكبرى وغير الكبرى، في العالم”.
ولفت في حديث لوكالة “أخبار اليوم” الى أنه “بصراعها مع إيران في المنطقة العربية، نجد “طلعات ونزلات” لها، بين أجواء عن تفاهمات حول انسحابات، وعن هدوء واتصالات، أحياناً، وبين تلويح بخيارات عسكرية إذا فشل المسار الديبلوماسي مع إيران في فيينا، في مرات أخرى. ولكن ربما يكون ذلك من باب الضغط لجرّ طهران مُكبَّلَة أو حتى راضية، الى طاولة الإتّفاق الذي تريده واشنطن”.
الأكثر تأثيراً
وشدّد الحجار على أنه “لا يُعوَّل على سياسات أميركية لا تتغير أبداً. فتلك الأخيرة تتغيّر، والدّليل على ذلك، هو الإنسحاب الأميركي من أفغانستان مؤخّراً”.
وأضاف:”من هنا، يجب أن نركّز نحن دائماً على حَصْر العمل بموجب ما تتطلّبه مصلحتنا الوطنية، التي تكمُن بالحفاظ على سيادة بلدنا، وبوضع حدّ للسلاح المتفلّت، بموازاة النّظر الى خطة التعافي الإقتصادي والمالي والعمل عليها، والتفاوض مع “صندوق النّقد الدولي”، وحلّ أزمة الكهرباء. وإذا استطعنا الحصول على دعم أميركي في هذا الإطار، فهذا ممتاز، لأن الولايات المتحدة هي الدولة الأكثر تأثيراً ونفوذاً حول العالم”.
رسالة
وردّاً على سؤال حول إمكانية أن يقود أي تعثُّر مُستدام في مسار فيينا مستقبلاً، الى إنهاء “أفراح” إدخال المحروقات الإيرانية الى لبنان، أجاب الحجار:”لم يمنع الأميركيون إدخالها ضمن رسالة أرادوا توجيهها الى الإيرانيين، وليست القوّة الإيرانية العابرة للبحار هي التي أتت بها. وننظر الى المصلحة الأميركية في حصول ذلك، في شكل أساسي”.
وختم:”يُعيد الأميركيون صياغة المنطقة كلّها، كما مناطق أخرى في العالم، بشروط مُناسِبَة لهم، تمكّنهم من النجاح في الأهداف التي تخدم المصالح الأميركية العليا. أما دورنا نحن، فهو تحقيق المصلحة الوطنية، ووقف الإنهيار، في ظلّ المتغيّرات التي تحصل في المنطقة والعالم”.