طالبان» تهاجم وادي بنجشير وتدعو معارضيها إلى إلقاء السلاح

دعت حركة «طالبان»، أمس (الأربعاء)، المقاتلين في معقل معارضيها بوادي بنجشير (شمال كابول) إلى إلقاء سلاحهم، في وقت قالت حركة المقاومة هناك إنها تصدت لهجمات عنيفة.

وأشارت وكالة الصحافة الفرنسية، في تقرير أمس، إلى أن هذه المنطقة الجبلية الوعرة التي تعلو فيها قمم مغطاة بالثلوج، وتبدأ على بعد 80 كيلومتراً شمال كابل، تعد أهم جيوب المعارضة المسلحة لـ«طالبان». و«الجبهة الوطنية للمقاومة»، التي تضم فصائل مسلحة معارضة لـ«طالبان» وعناصر من قوات الأمن الأفغانية السابقة، تعهدت الدفاع عن الجيب، في وقت أرسلت الحركة مقاتلين لتطويق الوادي.

وقال المسؤول البارز في «طالبان» أمير خان متكي، في رسالة صوتية وجّهها لأهالي بنجشير، ونشرت على «تويتر»: «أيها الإخوة، بذلنا كل جهودنا لحل مشكلة بنجشير عن طريق المحادثات والمفاوضات… لكن لسوء الحظ ذهبت (الجهود) سدى». وأضاف: «الآن، وقد فشلت المحادثات ومجاهدو (طالبان) يطوقون بنجشير، لا يزال في الداخل من لا يريدون حل المشكلات سلمياً».

وخاطبت رسالة «طالبان» أهالي بنجشير قائلة: «يعود لكم أن تتحدثوا إليهم… أولئك الذين يريدون القتال، قولوا لهم كفى».

ونقلت «رويترز»، من جهتها، عن رسالة متكي، إن القوات المناهضة لـ«طالبان» يجب أن تضع في اعتبارها أنه لم يكن ممكناً هزيمتها حتى بدعم من حلف شمال الأطلسي والقوات الأميركية. وتابع: «لكننا ما زلنا نحاول ضمان عدم نشوب حرب، وأن تحل مسألة بنجشير بشكل هادئ وسلمي».

وأوضحت وكالة الصحافة الفرنسية أن وزير الدفاع في الحكومة التي سقطت الشهر الماضي باسم الله محمدي، قال إن «طالبان» شنت هجوماً جديداً على بنجشير مساء الثلاثاء. وكتب محمدي على «تويتر» أن مقاتلي «طالبان» هاجموا الليلة قبل الماضية بنجشير، «لكنهم هُزموا»، مضيفاً أن 34 عنصراً من «طالبان» قُتلوا و65 جُرحوا. وتابع: «ليس على شعبنا أن يقلق، فقد تراجعوا متكبدين خسائر بشرية فادحة».

ووجّه أهالي بنجشير ومقاتلون ممن حارب كثير منهم «طالبان» عندما كانت تسيطر على السلطة بين 1996 و2001 رسالة تحدٍ. وقال أحد الأهالي: «نحن على استعداد للدفاع عن المنطقة حتى آخر قطرة من دمنا». وقال آخر: «الجميع يحمل سلاحاً وجاهز لإطلاق النار» مضيفاً: «من أصغرهم إلى أكبرهم، الجميع يتحدث عن المقاومة»، حسب تقرير الوكالة الفرنسية.

مع مغادرة آخر الجنود الأميركيين أفغانستان، ليل الاثنين، قال سكان في بنجشير إن «طالبان» هاجمت الوادي من جبهتين؛ ممر خاوك في الغرب، ومن شتول جنوباً. وقال المسؤول في «الجبهة الوطنية للمقاومة» فهيم دشتي، في تسجيل فيديو، بثته الثلاثاء إذاعة صوت أميركا على خدمتها باللغة الدارية: «ربما أرادوا أن يجربوا حظهم… بفضل من الله لم يحالفهم الحظ». وأكد دشتي مقتل 7 أو 8 من عناصر «طالبان» في اشتباكات الاثنين، ومقتل عنصر أو اثنين من حركة المقاومة.

ويحمل وادي بنجشير رمزية كبيرة في أفغانستان بوصفه المنطقة التي قاومت احتلال الغزاة. وقال أحد المقاتلين: «دافعنا عن المنطقة خلال فترة الروس… وفترة البريطانيين…. والفترة السابقة لـ(طالبان)… سنستمر في الدفاع عنها».

وأحمد مسعود أحد قادة «الجبهة الوطنية للمقاومة»، هو نجل القيادي الراحل أحمد شاه مسعود الذي كان يحمل لقب «أسد بانشير» لصموده ضد السوفيات.

وللوادي نقاط دخول محدودة وتتيح له تضاريسه تفوقاً عسكرياً طبيعياً، إذ يمكن لوحدات الدفاع أن تستخدم مواقع مرتفعة لاستهداف قوات مهاجمة. هذا الأسبوع أجرى مقاتلو بنجشير تدريبات عسكرية كانت بمثابة استعراض للقوة، حمل خلالها رجال جذوعاً خشبية ثقيلة على أكتافهم عبروا بها أنهاراً شديدة البرودة. والاتصالات صعبة مع الوادي فيما تنتشر قوات «طالبان» على 3 جبهات. وتشهد خدمة الإنترنت في بنجشير انقطاعات متكررة منذ بضعة أيام.