القرار اتُّخذ باستهداف منصّات الغاز الإسرائيليّة”

بمنزلة قنبلة مدويّة في وجه “من يعنيهم الأمر” في حصار لبنان، جاء خطاب الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله الخميس الأخير، متحدّيا الأميركيين والإسرائيليّين بشكل مباشر عبر إعلانه انطلاق السّفينة الإيرانيّة الأولى المحمّلة بالمشتقات النفطيّة “خلال ساعات” الى لبنان، وتحذيرهم ” انه من لحظة إبحار السفينة وانطلاقها من المياه الإقليميّة الإيرانية، ستُعتبر ارضا لبنانيّة!

رسائل “ناريّة” كانت كافية ان تهزّ أروقة تل ابيب وواشنطن، التي حرّكت سريعا “عجلات” سفيرتها في بيروت للهرولة نحو القصر الرئاسي، و”عرض” خدمات بلادها واستعدادها المساعدة باستجرار الغاز المصري عبر الأردن فسورية لمدّ لبنان بالطاقة الكهربائية!.. كما اعلانها عن ناقلات نفط تنتظر دورها للرسوّ في الموانئ اللبنانية!

ولكن، ثمّة رسائل “ساخنة” اخرى وصلت الى السفارة الأميركية في بيروت قبل خطاب السيّد، وبعده بساعات- وفق ما نُقل عن مركز ” C S I S” البحثي الأميركي..

مصادر مطّلعة نقلت عن المركز الأميركي-المتخصّص في الدراسات الإستراتيجيّة والدولية، كشفه عن تحذير “عالي اللهجة” وصل الى السّفارة الأميركية في بيروت قبل ايّام من خطاب السيّد نصرالله، وفيه انّ قيادة “الحزب” لن تسمح للأميركيين والإسرائيليين بإيصال لبنان الى “الإرتطام الكبير”، والا فإنّ ردّا تمّ تجهيزه اذا لم يُفكّ الحصار عن لبنان.. قبل ان يُستتبع التحذير بآخر اعقب الخطاب والاعلان عن انطلاق السّفينة الإيرانية، حمل هذه المرّة تأكيدا انّ ايّ مساس بهذه السفينة، فإنّ الأوامر عُمّمت بالمبادرة فورا الى استهداف منصّات الغاز “الإسرائيليّة”!

فهل ستتسبّب السّفينة الإيرانيّة بحرب بين لبنان و”اسرائيل” بعد تحذير السيّد نصرالله الأميركيين والإسرائيليين من المساس بها؟ وخصوصا أنه لم يطل دويّ رسائل السيّد نصرالله طويلا يوم الخميس، حتى بادرت ليلا الى شنّ عدوان هزّت انفجاراته العاصمة السوريّة؟

من يراقب ردود افعال المحلّلين السياسيين والعسكريين “الإسرائيليين”، يلحظ بوضوح حجم الإرباك الذي تسببت به تحذيرات السيّد في الكيان الإسرائيلي.. لربما يختصر تعقيب داني سيترنيويسز- الباحث “الإسرائيلي” في مركز “ابا ايبان” حال التوجّس والتنبُّه من مغبّة اعتراض السفينة الإيرانيّة خلال رحلة مسارها نحو لبنان.. “سيُواجه بردّ قوي جدا من قِبل حزب الله”-وفق تعبيره، مضيفا “سيتعيّن على اسرائيل ان تُقرّر ما اذا كان اعتراض السفينة الإيرانيّة والسّفن الأخرى التي ستلحق بها، يستحقّ ان يُشعل التصعيد على الحدود الشماليّة”!

هي معادلة جديدة وواقع مستجدّ خرق الحصار الأميركي على لبنان لا تستطيع واشنطن وتل ابيب تجاهله منذ لحظة اعلان السيّد نصرالله على الملأ انطلاق السفينة الإيرانيّة نحو لبنان، وإحاطتها بخطوط حمر حذّر من تجاوزها عبر اعتبارها “ارضا لبنانية”.. وبات واضحا للجميع انّ ما بعد خطاب السيّد الأخير ليس كما قبله، وبالتالي يُجمع محللون ومراقبون دوليّون على عمليّة “خلط اوراق” مرتقبة في لبنان وسورية وقد تلفّ المنطقة. وضمنا الحصار الأميركي المفروض على سورية عبر قانون “قيصر”.. فماذا يعني كلام السفيرة الأميركية في بيروت عن “السماح بمرور خطّ الغاز المصري من الأردن عبر سورية الى لبنان؟

وعلى الأرجح، فإنّ من ضمن رُزمة المفاجآت القادمة، ما يتعلّق بالهجمات “الإسرائيليّة” شبه المتكررة على الأراضي السوريّة. فثمّة من الخبراء العسكريين الرّوس من المح –نقلا عن تأكيد نائب مدير مركز حميميم منذ يومين، الى قرب حدث جوّي انطلاقا من سورية لن يسرّ “اسرائيل”، متوقّفا عند “اشارة” ملاحقة صاروخ سوري لطائرة “اسرائيلية” في العدوان الأخير كان بإمكانه اسقاطها.. وهو ما أقرّت به صحيفة “يديعوت احرونوت” العبرية، مضيفة انّ الصّاروخ انفجر قرب الحدود مع الأردن!

اللافت في هذا السيّاق، ما نقلته مصادر صحافيّة لبنانية عن دبلوماسي روسي في دمشق، حيث كشف عن اتصال روسي بتل ابيب عقب الهجمات “الإسرائيلية” الأخيرة، ركّز على ابلاغها بضرورة قراءة “مغزى” البيانات المستجدة “غير المألوفة” التي باتت تصدر عن وزارة الدفاع الروسية حيال ايّ عدوان اسرائيلي على سورية، وعدم الرّهان طويلا على “تحفّظ” موسكو ازاء ردّ الدفاعات الجويّة السوريّة.. “فإسقاط طائرة “اف 16″ الإسرائيليّة في شباط 2018، مرّ بموافقة روسيّة ايضا”!

11 يوما كحدّ اقصى هو موعد وصول سفينة النّفط الايرانية الى المياه الإقليميّة اللبنانية- بحسب ما اكّدت المصادر اللبنانية.. رحلةٌ تترصّدها عيون واشنطن وتل ابيب والمؤكد انّ حزب الله درس جيدا كل احتمالات اعتراضها من عدمه، وقد يكون بات قاب قوسين من انجاز كامل استعداداته اللوجستيّة..كما العسكرية ايضا!.. وبالتالي تبقى كلّ الإحتمالات مفتوحة على متن مسار السفينة حتى وصولها الى لبنان.. مع الأخذ بعين الإعتبار ما نقلته وكالة “رويترز” عن مسؤولين اسرائيليين من انّ تل ابيب لن تسمح بمرور السفينة الايرانية الى لبنان مهما كلّف الأمر.. ومسارعة الوكالة لاحقا الى نفي الخبر!

المؤكد انّ الإدارة الأميركية –عبر سفيرتها في بيروت، ستعمل جاهدة على اعلاء وتيرة ارباك الساحة اللبنانية وتجيير احداث تفتعلها شخصيات تتبع لها ضدّ حزب الله، وصولا الى نسف ايّ امكانية لوصول النفط الايراني الى لبنان واي محاولة لبنانية للتوجّه شرقا.. تكشف شخصيّة صحافية لبنانية- نقلا عن دبلوماسي غربي اشارته الى “فرط احلاف” مرتقب في لبنان سيصبّ لمصلحة الحزب.. “وقد يشهد هذا البلد في هذه المرحلة خرقا مدوّيا في احد الأحزاب اليمينيّة المحسوب على الرياض وتل ابيب”- وفق قوله!

معلومات تقاطعت مع تسريبات نُقلت عن صحيفة ” كاتماندو بوست” النيباليّة الشهيرة، والتي توقّعت –استنادا الى تقارير وصفتها ب “الموثوقة”، انجازا غير مسبوق قد يكون وشيكا لحزب الله في لبنان، مُرجّحة اقتراب حدث سوري كبير يتعلّق بأحد الأسرى الأميركيين” يصبّ بشكل كبير لصالح الدولة السوريّة