سعد فواز حمادة … خاص midanpress
عندما كان شيمون بيريس في اروقة (أوسلو) يعقد الاجتماعات تلوى الاخرى مع الوفود الاجنبية والعربية كان يدرك ان هذه الاتفاقية هي بمثابة جرعة مسكنة لا تثمن ولا تنهي الصراع العربي – الاسرائيلي! وإنما تستطيع التمهيد لقضم فلسطين تدريجيا وبمسوغ اقامة الدولتين (المجاورتين)!
هذه الاتفاقية التي ابرمت اظهرت بأنها ستكون نهاية الصراع وستلبي طموح الجانب الفلسطيني بإقامة دولة ذات سيادة واستقلال ذاتي!
إنما الحقيقة التي لم يعيها المفاوض بأنها الزمته انهاء الصراع والتوقيع على معاهدة اقل ما يقال عنها بأنها (مسخ) والبسته لباس الدولة المستقلة!
وكلنا يعرف كيف بموجب هذه الاتفاقية انتقل من خلالها رئيس منظمة التحرير ياسر عرفات الى (المقاطعة) وحوصر فيما بعد بين جدرانها!
وكيف أن من كان راعي لهذه الاتفاقية قد نفض يده منها! وتخلى عنه في لحظاته الاخيرة…!
اليوم يعاد السيناريو ذاته بما يسمى (صفقة العصر) والتي رعاها نفسه من خذل هذه القضية في اوسلو..
صفقة المقايضه:
انها مقايضة بكل معنى الكلمة.
فنحن امام سياسة جشعة متمثلة بفكر المقايضة التي انتهجها الرئيس ترامب، منذ توليه رأس الهرم في السياسة الامريكية واسند اليه حراسة الهيكل…
فمنذ مجيئه اتبع سياسة المقايضة والتي رفضها سلفه اوباما ومن خلالها اعترافه بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني ومن بعدها تقويض اي قرار في الامم المتحده ينافي هذا الامر!
من سيدفع الثمن؟!
من يرى الواقع المذري الذي وصل اليه لبنان، وهذا النفق المظلم الذي دخل به، ودخول دول الطوق بصراعات وحروب كانت مقدمة لما هو آتي اليوم…
ان الوضع الاقتصادي المتردي لا شك سيساهم الى تسويق ما ذكرته في سياسة (المقايضه) هذه، وسيكون المسوغ المقبول من الجميع للخروج من الدوامة…
لا شك ان السياسة المالية ومنظومة الفساد هذه قد ساهمت بما وصلنا اليه وهي مسؤولة وبشكل مباشر او غير مباشر عن هذه المقايضة…
المال مقابل التوطين…
احد السياسيين الكبار في جامعة الدول العربية كان قد قال امام مجالسيه: ان التوطين حاصل وهو على السكة ولا يستطيع احد ايقافه!
وقد ذكر من ضمنها، ان لبنان ليس بعيد عنه، وستتفاقم ازمته حتى تستطيع (محدلة التوطين) السير على جميع العوائق والمطبات التي تعترضها…
هل يعي المسؤولين هذا….
ومن اروقة القرار ومن خلال تصريحات برزت من هنا وهناك، تستطيع ان تستشرف المرحلة.
فالقرار اميركي بفك قيود ازمة الاقتصاد اللبناني واخراجه من هذا المأزق…
ولكن لن يكون هناك أفق في المدى المنظور، وسنعاني المخاض وبوجع حتى يأتي وقت الولادة…..
وهو التوطين…..
الصحفي سعد فواز حمادة خاص موقع midanpress