كتب جورج يونس
كيف بيدفنو شعب جبار فوق التراب؟
لما بيقتلو “لبنان الكرامة والشعب العنيد”
بس يبطل شعبي واقف ع بواب الجامعات والمؤتمرات والإبداع ويصير ناطر ع بواب جهنم
وقت بجربو يدفنو ناس، هلقد جبينهم عالي وهلقد ضحو كرمال وطنهم، هني وطيبين
لما قبل ما يطلع ضو النهار منبلش نركض ع صفوف الذل تنكمل عيشتنا ببلد دمرو عنفوان إهلو
بس تصير ربطة الخبز وغالون الزيت أقصى طموح شعب صَدَرْ الحرف عَ كل الدني
وقت اللي بصير السلاح المتفلت أقوى من لغة العقل ومضمون الكتب والقوانين
لما منهرب من اليأس ع حبوب الأعصاب
بس تصير صالات المغادرة بالمطار مليانة بالمهاجرين وقاعة الوصول مسكونة بالأشباح
وقت اللي بتتحكم المحاصصة بمصير الأكفاء بالوطن
لما بيختفي صوت فيروز خلف حنين الذكرى وتضحيات الأبطال والناس اللي ما تعودت تحني راسها
بس تصير فرص العمل وَهِمْ وحكر عالطاعة للزعيم
وقت اللي بيستقبل الإعلام المجرمين عالشاشات لأنو سيطرو على كل أموال البلد
لما بصير راتب ضباط الجيش والقضاة 300 – 600$
بس يصير سلاح الحزب أكثر نوعية وكمية من سلاح الجيش
وقت القوى الأمنية بتعتقل المجرم وِبْتِرْجَعْ الواسطة بتطلق سراحو حاملاً سجل عدلي “لا حكم عليه”
لما بتنعطا الأولية للسوري بالتوظيف والبنزين والبضاعة المدعومة والمساعدات
بس تغلب الهوبرة وشوفة الحال الفارغة والطلات الإعلامية البلا طعمه على رصانة الأدمغة بوطني
وقت اللي بصير نص المقيمين على أرض الوطن من غير جنسيات عملاً بالمبدأ الميكيافيلي لتثبيت الأحتلال
لما بتصير أقل شقة ب 200000$ والحد الأدنى 50$ ونسبة العنوسة 85%
بس يصير عدد اللبنانيي بالإغتراب أقلو مرتين أكتر من اللي جوا
وقت اللي بيتجاوز عدد طلبات الهجرة بالسفارات بسنة وحدة مجمل اعداد اللي هاجرو بأخر عشرين سنة
لما الشهيد “جورج زريق” بيحرق حالو ع باب مدرسة ولادو لأنو ما معو يدفعلهم القسط
بس تتفجر الناس ببيوتها وتلم جرحاها وترجع تعمر اللي إتدمر بنفسها والمسؤولين يكونو غرقانين بغيبوبة تحقيقات تفجير المرفأ وفزلكاتها
وقت المْهَرْجين بيسرقو مكانة العمالقة
لما بصير 50% من الشعب اللي ما بعمرو بيحني راسو بلا شغل وتحت خط الفقر
بس تهدد الصيدليات بالاقفال لأنو بطل عنها إدوية وحليب للأطفال
وقت اللي بربحوك جميلة ب 20000 ليرة بنزين من جيبتك عالمحطات
لما نحن إذا قبضنا منقبض بتعبنا شوية ألوف باللبناني والنازحين بيقبضو مساعدات بمئات الدولارات
بس يعيش السارق ويموت المسروق
وقت اللي منصير نخاف تنتزع السيارة وأغراض البيت لأنو بطل فينا نصلحهم
لما طوابير الإحتقار بالدوائر الرسمية بتحاكي جشع موظفين ما بدهم يشتغلو بدون ما يقبضو رشوة
بس المصارف المملوكة من قبل طبقة السياسيين ورجال الأعمال الفاسدة تأسرلك حريتك وقرارك لأنهم مصادرين تعب عمرك ومحكمين فيك أجهزة الصرف الآلي
وقت “جوزيف غوبلز” بصير المثال الأعلى لحاكم المصرف المركزي وكل رؤسا الإحزاب عنا
والنكبة الأكبر لما ضرب الذل الممزوج بالخوف، شبكة الأمان الإجتماعي للمواطنين، اللي كانو يعتبرو حالهم مرتاحين فصار الخوف ملازمهم بالبيت والسيارة والصحة وبكل مفاصل حياتهم اليومية، بعد ما بات أفق الإستمرار كتير صعب إذا مش مستحيل عالأوادم.
من خلف القهر والوجع منقول: “ما كسرونا بالحرب وبالترهيب وبالإكراه وبشراء الأراضي وبالإحتلال، فقررو إنو يمكن وحدو الذل كفيل بتطويع لبنان الكرامة والشعب العنيد، بس نسيو إنو وطننا وشعبنا عمرهم 6000 سنة حضارة وصمود وإنو جبال الصوان بِ وقف الله ما بحياتها أنكسرت بوج العواصف.”
عرفتو كيف قدرو بإبداعهم ينقلو جهنم ع تراب هالأرض المقدسة؟
هالقد بحبك يا لبنان…
جورح يونس