في جوٍّ من الفنّ الممزوج بالألم والأمل، أقيم اليوم في “قصر دبانة” في صيدا “معرض الفنّ الجريح” الذي ينظمه بنك بيمو ش.م.ل. بالشراكة مع “كوميرشال إنشورنس” و”مؤسسة دبانه”، بعد محطته الأولى في الأشرفية (فيلا عودة)، على أن تُكمل عجلته طريقها في وقت لاحق نحو طرابلس وصوفر وغيرهما… لنقل الرسالة التي من أجلها أقيم هذا الحدث الفني الثقافي وهي “أن لبنان بلدٌ لا يموت بفنّه وثقافته، وترسيخ جرح انفجار 4 آب في الذاكرة للنهوض بأمل متجدّد نحو مستقبل أفضل…”.
59 عملاً فنياً لـ35 فناناً توزّعت في أرواق “قصر دبانة” في صيدا حيث عُقد اليوم مؤتمر صحافي لإطلاق فعاليات معرض “الفنّ الجريح” (L’Art Blessé) الذي يفتح أبوابه اعتباراً من 1 حزيران المقبل وحتى 3 تموز 2021 في “قصر دبانة” في إطار النشاطات التي يرعاها بنك بيمو لدعم الفنّ في لبنان.
بدايةً تحدث رافاييل دبانة بإسم “عائلة دبانة” مالكة “قصر دبانة” فرحّب بالحضور وممثلي وسائل الإعلام، وخصّ بالشكر “بنك بيمو بشخص رئيسه رياض عبجي والسيدة جومانا حبيقة على جهودهما، والفنّان المبدع جان لوي مانغي الذي سطّر الإنجازات الخلاقة المصحوبة بالتفاني غير المحدود”.
ولفت إلى رؤية “قصر دبانة” بعد 300 سنة على تشييده، وتتمحور حول:
– أولاً: حماية التراث
– ثانياً: الترميم المحترف
– ثالثاً: إعادة التأهيل لإحياء الإرث المعماري
– رابعاً: تأمين الديمومة
– خامساً: تفعيل البناء التراثي بهدف إغناء البيئة
– سادساً: المشاركة في المحافظة على التاريخ والثقافة
– سابعاً: المحافظة على تاريخ وجذور عائلة دبانة.
ثم تحدث رئيس مجلس إدارة بنك بيمو رياض عُبجي معدّداً أهمية “معرض الفنّ الجريح” في صيدا تحديداً، فقال: ما حدث في تاريخ 4 آب في بيروت لا يخصّ العاصمة فقط.. فأهل بيروت لن ينسوا كيف ساعد أهل صيدا أهلهم المنكوبين في بيروت بعد الانفجار الآثم، إن لجهة مساعدة الجرحى أم على صعيد إعادة ترميم المنازل المتضرّرة، الأمر الذي يُظهر كم أن لبنان يكون أقوى إذا ساعد جميع أبنائه بعضهم البعض.
وأضاف في هذا السياق: الفنّ كما الإنسان، يُصاب بالجرح لكنه يستطيع أن يتداوى لاحقاً ويتطوّر نحو الأفضل. وسيتبيّن في هذا المعرض كيف أن اللوحات استعادت حياتها بعد الضرر الذي لحِق بها. وهذا له أهمية فنيّة وإنسانية ووطنيّة أيضاً.
وشدد على أن “هذا المعرض يجب أن يظهر لنا نحن كلبنانيين كيف يمكننا أن نتطوّر سوياً، كي نكون أقوى وأفضل أيضاً وهذا الأهم. ولبنان لديه كل الإمكانات كي يكون كذلك.
وأخيراً، شكر عُبجي “كل مَن ساهم في إنجاح المعرض، لا سيما عائلة دبانة التي استضافت المعرض في هذا القصر، والفنان جان لوي مانغي “الساحر” الذي بدّل كل اللوحات وجعلها أكثر حيوية”. كما شكر شركة “كومرشال إنشورنس” ممثلة بآل زكّار والسيدة حبيقة وجميع الفنانين والمنسّقين”. وختم آملاً “في عودة الأمل والثقة بمستقبل لبنان”.
ثم كانت مداخلة لممثلة شركة “كومرشال إنشورنس” كورالي زكّار فاضل قالت فيها: إن شركتنا الرائدة في مجال الـArt Insurance موجودة لتقديم أي مساعدة، وهي تؤمن بوجوب دعم كل المشاريع الفنيّة والثقافية، ويُفترض بنا أن نترك الذاكرة حيّة.
وأضافت: إننا نؤمن بأن لبنان يعيش من خلال التعبير الحرّ. يجب ألا ننسى انفجار 4 آب إنما نحن موجودون وثابتون ونؤمن بلبنان… وإلى الأمام من خلال مثل هذه المشاريع.
أما منسّق المعرض جان لوي مانغي فقال: هذا المعرض “فائق الطبيعة” لأنه ليس مجرّد معرض لوحات طبيعية معروضة إنما لوحات جريحة كما كل إنسان شهد على انفجار 4 آب، جريحة كما البلد بأسره وكل قلب لبناني ولبنانية عانى الأسى من هذا الانفجار الآثم… من هنا قررنا التوجّه إلى إقامة هذا المعرض في أكثر من منطقة في لبنان لنتقاسم ليس هذا الوجع فحسب إنما أيضاً هذا النهوض أيضاً… لأن “الفنّ الجريح” هو فنّ نهضوي يأخذ الجزء الجريح للانطلاق إلى المدى الأبعد والنهوض من جديد بعزيمةٍ أقوى وأمل أكبر.
لافتاً إلى أن هذا المعرض منتوج 59 عملاً فنياً تعود إلى 35 فناناً، “يدخل معها الإنسان في مساحة من الصمت والتأمّل والروحانيّة…