هل يُسِّجل عون هدف التأليف في مرمى الحريري؟

كتب شادي هيلانة في “أخبار اليوم”:

الأولوية اليوم لتشكيل حكومة، طالما أنّ الفراغ سيقود إلى الانفجار، ولو لمّ يكن كذلك لكانت استمرت حكومة حسان دياب المستقيلة حتى نهاية العهد، وهناك إرادة لدى البعض بإبقاء لبنان في قلب المرحلة الانتقالية، بانتظار انتهاء الانتخابات الإسرائيلية والسورية والإيرانية، وانتهاء واشنطن من درس خطواتها على مستوى المنطقة ولكن التطور الدراماتيكي الاخير فرض نفسه على الساحة اللبنانية، بدءًا من العدوان على غزة وطبخة العقوبات التي بدأ بإستذواقها المعرقلون، وصولاً الى الازمة المالية، التي وضعت الجميع أمام خيارين لا ثالث لهما – “اما التأليف أو الانفجار.

تهديد رجالات العهد
وثمة من يرى في باريس راعية للعقوبات الاوروبية، انّه كان على الرئيس ميشال عون – انّ يبذُل جهوداً إضافية للتخفيف من حدّة ردود فعل “صهره” النائب جبران باسيل، لاسيما وانّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قال للرئيس اللبناني في اتصال سابقٍ بينهما انه يتكّل عليه في دفع العجلة الحكومية الى الامام.

وأكدت مصادر سياسية متابعة، انّ ثمة اجواء رئاسية عابقة بالتفاؤل، حيال تمكّن الرئيس عون من تجاوز ما قد يعترض طريقه من اشواك والغام سياسية وغير سياسية، واحباط محاولات تفشيله، وتيئيسه، وتحميله وزر عرقلة التشكيل، ما يهددّ رجالات العهد المنضوية تحت كنفه، رغم ذلك هناك اجواء من التفاؤل تحكى في الكواليس السياسية ومنسحبة ايضاً على الرئاسة الثالثة، والتي عكستّ اجواءها وجود توجّه لتسهيل مهمة الرئيس المكلّف الى ابعد الحدود، ما يفضي في نهاية المطاف الى ولادة سليمة “للجنين الحكومي”.

تحريك الجمود السياسي
ولفتت المصادر عينها عبر وكالة “اخبار اليوم” الى أنّ “الرسالة الأخيرة التي بعثها الرئيس عون إلى نظيره الفرنسي، المتعلقة بزيارة وزير الخارجية جان إيف لودريان إلى بيروت، والتي بقي مضمونها في طيّ الكتمان، متصلة بالتطورات المتعلقة بالملف الحكومي، وإمكانية تحريك الاتصالات السياسية المجمدة حول التأليف بعد عطلة عيد الفطر”.

إرسال موفدين الى باريس
ولا تستبعد اوساط مقربة من التيار الوطني الحر في حديثها الى “اخبار اليوم”، “انّ يرسل الرئيس عون موفدين له الى باريس، للتأكيد على حرص الرئاسة الاولى في الالتزام الكامل بالمبادرة الفرنسية، والثني على العلاقة المتينة بين الدولتين”، وتشير هذه الاوساط ايضا إلى “أنّ الرئيس عون سيطرح افكاراً جديدة، ومخارج سياسية للازمة الاقتصادية، وسيواصل بذل الجهود للوصول إلى نتائج عملية على رغم العوائق الداخلية والخارجية، وعدم تجاوب المعنيين باتباع الأصول الدستورية والمنهجية المعتمدة في تأليف الحكومات”.

تحذير غربي
ومن جهتها، ترى مصادر دبلوماسية غربية انّ “العد التنازلي للانفجار قد بدأ، وتُنبه في هذا السياق المرجعيات السياسية في لبنان من الانزلاق السريع، وتحث للذهاب فوراً الى حكومة جامعة من اختصاصيين، وعلى ضرورة تمثيل قوى حراك ثورة ١٧ تشرين”، وتؤكد “انّ استثنائها من شأنه انّ يعقدّ عمل الحكومة – إذ ستستفز الشريحة الواسعة من اللبنانيين، وتشكّل سبباً لإشعال الشارع من جديد”.

وتختم المصادر مُحذرةً من انّ “اشارات كثيرة بهذا المعنى قد صدرت عن مستويات خارجية ودولية متعددة، فضلاً عن انّها ستقفل أبواب الخارج امام لبنان وتحجب المساعدات المُنتظرة منه”.