كلمة هيل في بعبدا مكتوبة سلفاً.. ومضمونها رسالة للمعنيين

جاء في “المركزية”:

حوالى 30 دقيقة استغرقت المحادثات بين رئيس الجمهورية ميشال عون ووكيل وزارة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط دايفيد هيل. في الخارج كانت الكاميرات والمنصات الإعلامية تنتظر شيئاً ما. ومع أن النص كان مهيأ إلا أن الكلام عن “حزب الله” من على منبر رئاسة الجمهورية أثار أكثر من علامة استفهام وفتح باب الجدل وثمة من استنتج أن يكون قد أتى كخلاصة جزء من المحادثات التي دارت بين عون وهيل. فهل كان كلام هيل عن “حزب الله” من داخل قصر بعبدا بمثابة رسالة أرادت الإدارة الأميركية الجديدة تبليغها إلى لبنان عبر وكيل وزارة الخارجية؟

في كلام هيل شق يتعلق بمسألة تشكيل الحكومة حيث اعتبر أنه “آن الأوان لذلك ومن واجب هؤلاء المسؤولين البحث معا لتشكيلها. وفي مسألة الحدود، سأل باسم الإدارة الأميركية عن الأسباب التي دفعت إلى تغيير موقف لبنان أثناء التفاوض لافتاً إلى أن مسالة تغيير الخرائط والمواقف يوميا لها انعكاسات سلبية، خصوصا أن لدى لبنان فرصة لتحسين وضعه المالي من خلال استخراج النفط والغاز، وإذا أضاع الفرصة، لا أحد يعرف ما هي الفرصة البديلة.

مصادر مسؤولة في قصر بعبدا أكدت لـ”المركزية” أن لم ترد خلال المحادثات مع الرئيس عون أية إشارة إلى “حزب الله” وكان التركيز على موضوع ترسيم الحدود الذي استغرق حوالى 20 دقيقة في حين اقتصر الكلام على تشكيل الحكومة حوالى 5 دقائق… ولفتت إلى أن كلام وكيل وزارة الخارجية الأميركية عن الحكومة انطلق من زاوية البرنامج وليس بالأسماء وكرر أن الإدارة الأميركية حريصة على أن تتشكل حكومة تتمتع بالشفافية وتكون قادرة على تحقيق الإصلاحات. فكان رد الرئيس عون: “هذا موقفي ولذلك أصر على ملف التدقيق الجنائي”.

المصادر أشارت إلى أن هيل لم يتطرق إلى التشكيلة الحكومية والأسماء وقال: “هذا قرار داخلي نحن غير معنيين في ذلك. فقط نريد ونصر على أن تكون هناك حكومة تحقق الإصلاحات المطلوبة وتؤمن الشفافية حتى نتمكن من مساعدتكم”.

وفي هذا السياق، شددت المصادر على أن موضوع ترسيم الحدود أخذ الحيز الأكبر من المحادثات، وأبدى هيل استعداد الولايات المتحدة لمساعدة لبنان في مسألة استئناف المفاوضات وكذلك في مسألة الإستعانة بخبراء دوليين. وأثنى هيل على مواقف عون في مسألة ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل، والكلام لمصادر بعبدا.

إلى هنا يمكن فهم الكلام الذي ورد في خطاب هيل من على منبر الرسالة. لكن ماذا قصد في كلامه عن حزب الله ولماذا ورد في مضمون النص المكتوب طالما أن المحادثات لم تتطرق في شق منها إلى الحزب، بحسب المصادر المسؤولة المقربة من بعبدا، وما المقصود في إشارة هيل إلى “تكديس حزب الله للأسلحة الخطرة والتهريب والأنشطة غير المشروعة والفاسدة الأخرى يقوض مؤسسات الدولة الشرعية” وبأنه “يسلب من اللبنانيين القدرة على بناء بلد مسالم ومزدهر. وإيران هي التي تغذي وتمول هذا التحدي للدولة وهذا التشويه للحياة السياسية اللبنانية”.

مصادر قصر بعبدا أكدت عبر “المركزية” أن كلمة هيل كانت مكتوبة سلفاً ورأيه في “حزب الله” لا يعني أنه تمت مناقشة مسألة “حزب الله” وسلاحه في المحادثات التي دارت مع الرئيس عون. وأضافت المصادر “هيل في كلمته اراد أن يختصر كل المواقف التي تلقفها من لقاءاته التي سبقت زيارة القصر مع التذكير بأن القصر الجمهوري كان خاتمة المحطات. وكون القصر الجمهوري هو رمز الشرعية والدستور فقد أراد هيل أن يلخص مواقف جولاته من على منبر رئاسة الجمهورية”.