الاستمرار في رفض إعادة ترتيب العلاقات اللبنانية – السورية، وربطها مباشرة ببوابة دمشق – يعني أنّ الحكومة لن تتشكل.

كتب شادي هيلانة في “أخبار اليوم”:

الاستمرار في رفض إعادة ترتيب العلاقات اللبنانية – السورية، وربطها مباشرة ببوابة دمشق – يعني أنّ الحكومة لن تتشكل.

فالمواقف المتشنجة للبعض، وإفتعال الازمات للعرقلة لا تأتي من فراغ، وبالتالي محاولاتهم تبدو واضحة للضغط بالورقة السورية من جديد في الداخل اللبناني وللاستثمار بالتحولات السورية لبنانياً.

وأُولى دلالاتها قضم نظام الأسد لـ 1000 كليومتر مربع على الأقلّ من البلوكات النفطية في المياه اللبنانية على الحدود البحرية الشمالية وفي هذا التوقيت بالذات، ما هو الّا رد على الجهود التي يبذلها المجتمع الدولي والعربي لتأليف حكومة في لبنان، قدّ اعادتها خفافيش النظام الى نقطة الصفر.

تأثير نظام الأسد على حلفائه

يُعَدّ لبنان الأكثر عرضةً إلى التأثّر بتداعيات الأزمة السورية من بين الدول المجاورة كافة، حيث تقول مصادر سياسية مطلعة على الشأن السوري عبر وكالة “اخبار اليوم”: “انّ الدولة فيه ضعيفة والتوترات الطائفية على أشدّها والتحالفات السياسية الرئيسة اختارت اصطفافاتها، فإما أيّدت نظام الرئيس بشار الأسد وإما عارضته صراحةً”.

وتتابع المصادر:”هذا وكان لبنان قدّ تأثّر بالمناوشات الطائفية، والاشتباكات الحدودية، والاغتيالات، وعمليات الخطف، وتدفّق اللاجئين إليه بأعداد كبيرة. ومع أنّ البلاد في حالة انهيارات، تواجه المخاطر، ولذلك لا بُد من اتّخاذ خطوات طارئة لتعزيز الاستقرار”.

بيروت بوابة النظام للابتزاز

وبحسب المصادر عينها فإنّ أيّة حكومة مهما كان شكلها ورئيسها وبرنامج عملها لن تستطيع تحقيق الإنتاجية المطلوبة ما دام حزب الله في هذه الوضعية العسكرية، فهل يُمكن مثلاً اتّخاذ قرار بضبط الحدود مع سوريا من دون موافقة النظام في دمشق؟

وتضيف المصادر: “انّ الأزمة الاقتصادية والمالية تضرب لبنان وسوريا معاً، وعمدتّ الاخيرة الى ربط لبنان بعمق ازمتها، ومحاولات طرح تسوية في المنطقة لن يكون بمعزل عنها، ولا ينتهي بالسعي للخروج بمكاسب استراتيجية، بعد المعارك التي خاضتها دبلوماسياً وعسكرياً للحفاظ على نظامها وعلى مصالحها في الشرق الأوسط، وتُعدّ بيروت بوابتها الاساسية عن طريق ابتزاز المجتمع الدولي بالورقة اللبنانية للعودة الى كنفه”.

وتلفت المصادر الى انّ الجلسة المطولة التي عقدها وفد “حزب الله” مع نائب وزير الخارجية الروسية ميخائيل بوغدانوف، في موسكو الشهر الفائت، دليلٌ قاطعٌ في برودة معالجة الملف الحكومي، اذ عبرتّ انّها متمسكة بالحريري من دون أنّ تتدخل بالمشاكل الثنائية الحاصلة، خاصة بينه وبين ارئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل الذي يحظى بدعمها وهي أبلغتّ موقفها هذا الى المعنيين”.

المفتاح الحكومي مع دمشق – طهران

وفي هذا السياق، ترى المصادر انّ سوريا – ومعها موسكو وطهران- تحاول شراء الوقت لكي تبقي أوراقها في سوريا قوية، فلا يتحول الضغط الاقتصادي إلى ورقة تؤدي إلى خسارتها نقاطاً كثيرة قُبيل بدء مسار تفاوضي جدي قد يفضي إلى تفاهم! مذكرة انه حين توفي الرئيس السوري حافظ الأسد، اقترب ابنه ووريثه بشار الأسد من حزب الله أكثر، ما جعل الحزب صانع القرار الرئيسي على الأرض باسم سورية – حزب الله – ايران.

وتؤكد انّ لبنان لن يكون متفرداً في حلّ قضيته، فهو مرتبط ارتباطاً وثيقاً بقضايا التحالف الثلاثي الذهبي. وبالتالي اي “حكومة لبنانية ستؤلف مفتاح الـ code بقبضة هذا المحور، ولحلها يجب عبور طريق دمشق وصولاً الى طهران” تختم المصادر.

المصدر: وكالة أخبار اليوم