الإبقاء على حزب الله خارج القرار السياسي مقابل تغطيته أمام المجتمع الدولي؟!

أشار مصدر مُواكِب للملف الحكومي في حديث الى وكالة “أخبار اليوم” الى أن لا عداء دولياً بين روسيا من جهة، وفرنسا والإتحاد الأوروبي من جهة أخرى.

كتب أنطوان الفتى في وكالة أخبار اليوم:

“فيما تمضي روسيا في مساعيها الشرق أوسطية، بطريقة تتأرجح بين من يصفّق بيد واحدة، وبين من يكتفي بشرف محاولة الوصول الى حلول، ينتظر لبنان مستقبله الضبابي بين مساعٍ روسية متفسّخة باستراتيجيات العلاقات الروسية – الإيرانية – السورية من جهة، ورغبة موسكو في زيادة منسوب الثّقة بها في لبنان والدول العربية المناهضة لتمدّد طهران في المنطقة، من جهة أخرى.

تضارُب

ما قاله الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي عن أن الشعب اللبناني يستحق أن يتمّ العمل من أجل مصلحته، والخروج من الوضع الإقتصادي الصّعب الذي يواجهه، وعن أن “الأصعب قادم”، وعن أننا “نعلم أن الوضع ليس جيداً”، قد يختصر كلّ شيء، ويؤكّد أن ألغاماً كثيرة ستنفجر على طاولة “حكومة المهمّة” مستقبلاً، بسبب تضارُب الأجندات الإقليمية – الدولية.

تطويق

فنحن نقترب من انتخابات رئاسية سورية ترعاها روسيا، وسط تأكيد أكثر من متابع لملفات المنطقة في الأروقة الديبلوماسية الغربية، أن نتائجها ستكون مرفوضة سلفاً، بدَفْع فرنسي – غربي، فيما تمضي موسكو في تنسيقها مع دمشق حول تكثيف العمل الثنائي بهدف التخفيف من آثار العقوبات الغربية المفروضة على سوريا.

وبالتالي، ماذا عن مستقبل ما تتضمّنه المبادرة الفرنسية في لبنان، من إصلاحات، يُمكن لموسكو أن تتعامل معها كتطويق لدمشق من البوابة اللبنانية؟

باختصار، “كترة الطباخين بتشوشط الطبخة”، وقد يكون هذا هو حالنا في لبنان اليوم.

عداء؟

لفت مصدر مُواكِب للملف الحكومي الى أن “التباينات الفرنسية – الروسية تتوافق مع أصول العلاقات الدولية، التي لا تمنع الإختلاف في وجهات النّظر بين الدول الكبرى، في مناطق معينة، بموازاة التوافق في مناطق أخرى. وهذا الوضع هو الذي يتحكّم بتباينات باريس وموسكو في لبنان والمنطقة”.

وأشار في حديث الى وكالة “أخبار اليوم” الى أن “لا عداء دولياً بين روسيا من جهة، وفرنسا والإتحاد الأوروبي من جهة أخرى، بل مشكلة حول ملف أوكرانيا، وحول الإنتخابات الرئاسية السورية، إذ تحاول موسكو إجراء انتخابات تُبقي النظام السوري من خلالها على حاله، لكونها مُمسِكَة به، ولا بديل لها منه”.

توتّرات

وعلى الصّعيد اللبناني، رأى المصدر أن “وجهَيْن يتحكّمان بالأزمة اللبنانية، الأول هو إيراني، والثاني هو أميركي – أوروبي – خليجي”.

وقال: “تتجّه الأنظار حالياً الى مسار المفاوضات مع طهران في فيينا، إذ إن الإيرانيين سيخفّفون ضغوطهم في الدول التي لديهم فيها ميليشيات عسكرية، ومن ضمنها لبنان، إذا وصل التفاوُض الى إيجابيات. اما إذا اتّجهت المفاوضات الى سلبيات، فسنشهد توتّرات أكثر، لأن من يمسك القرار في لبنان هو “حزب الله”، أي إيران، وليس سوريا أو روسيا. ولذلك، لا بدّ من انتظار نتائج مفاوضات فيينا”.

انفتاح

وأكد المصدر أنه “لولا اتّكال الرئيس المكلّف سعد الحريري على بُعْد إقليمي – دولي معيّن، يثبّته في الإصرار على تشكيل حكومة اختصاصيين، لا ثلث معطّلاً فيها، لكان اعتذر عن التكليف منذ وقت سابق، أو لكان ذهب في تشكيلة حكومية مُوافِقَة للفريق المُسَيْطر على الحُكم”.

وأضاف: “صمود الحريري، والبُعْد الإقليمي – الدولي هذا، يلتقيان مع الحَراك العربي الأخير في لبنان وحوله، عبر زيارات ومواقف عربية عدّة، مصرية وسعودية، تلتقي بدورها مع جهود عربية – إماراتية لإعادة سوريا الى الحضن العربي. وسنشهد مزيداً من الإنفتاح العربي على لبنان وسوريا، إذا أثمرت مفاوضات فيينا مع إيران، إيجابياً”.

ما قبل 2005

وشدّد المصدر على أن “قدرة لبنان على تحديد موقفه من مستقبل مسار فيينا الغربي – الإيراني مستحيلة، قبل الإفراج أوّلاً عن القرار اللبناني من قِبَل “حزب الله”، أي إيران. وبالتالي، لبنان ليس قادراً على شيء في الوقت الراهن”.

وتابع: “ليس صحيحاً ما يُقال عن أن الورقة اللبنانية أُعطِيَت لإيران، إذ إنها حتى الآن في يد الإيرانيين بالقوّة، وليس بالتفاهُم. ومستقبل هذا الوضع تحدّده مفاوضات فيينا”.

وختم: “مسار فيينا قد ينجح، وهو ما سيشكّل بصيص أمل لتشكيل حكومة لبنانية، من ضمن اقتناع عربي مهّدت صورته زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري الأخيرة للبنان. وهو يقوم على العودة الى عصر حكومات ما قبل عام 2005، أي الإبقاء على “حزب الله” خارج الحكومة الجديدة، وخارج القرار السياسي، وذلك مقابل تغطيته أمام المجتمع الدولي. وهذا ما سيخفّف على لبنان دفع المزيد من الأثمان”.

المصدر: وكالة أخبار اليوم