إطلاق موقوفين في تفجير المرفأ الأسبوع المقبل؟

جاء في “المركزية”:

للشهر الثامن ينتظر ولدا الرائد في أمن الدولة جوزف النداف عودته من “عمله الجديد” كما أخبرتهم والدتهم بعد توقيفه في 4 آب، والجواب واحد: “بس يخلّص البابا شغلو الجديد بيرجع ع البيت”. ميلاد (6 سنوات) وليا (3 سنوات) صدّقا الكذبة البيضاء كما كل أولاد الموقوفين في جريمة تفجير مرفأ بيروت، وسينتظرانه الليلة للإحتفال بقيامة المخلص كما العادة. لكنهم سيتذكرون ذات يوم أن “عمل والدهم الجديد” كان عبارة عن مذكرة توقيفه إفراديا في مكتب متواضع وأمامه فسحة للتنزه.والقيامة الحقيقية كانت يوم عودته من كذبة”العمل الجديد”.

مسار التحقيقات أخذ منحى مختلفا مع تسلم المحقق العدلي القاضي طارق البيطار ملف الجريمة وهو أنهى استجواب كل الموقوفين والبالغ عددهم 25 الإسبوع الماضي. وتشير مصادر قانونية إلى أن البيطار سيستمع بعد عطلة عيد الفصح الى عدد من الشهود أبرزهم وزير الدفاع السابق يعقوب الصراف، على أن يبدأ مطلع الأسبوع المقبل دراسة طلبات اخلاء السبيل التي تقدم بها الموقوفون، وتقديمها إلى النيابة العامة التمييزية لإبداء الرأي قبل أن يتخذ القرار بإخلاءات السبيل والإبقاء على آخرين قيد التوقيف.

وفي انتظار لحظة القيامة الحقيقة القلق لدى أهالي الموقوفين لا يزال سيد الموقف.. حليم النداف عم الرائد جوزف أوضح لـ”المركزية” أن “البيطار كان مستمعاً جيداً خلال جلسة التحقيق مع جوزف، ووضع النقاط على الحروف، وستثبت نتائج التحقيقات أنه لا توجد ثغرة واحدة في أداء الرائد النداف”.
وكرر حليم النداف أنه على ثقة بأن “جوزف بريء وضميره مرتاح وهو يعلم أن ما من مادة قانونية تطاله لأن التهمة الموجهة اليه هي “التأخر والمماطلة” في التحقيقات مدة 5 أشهر(من شباط 2020 حتى أيار) علما أنه حصل بسبب جائحة كورونا وبطلب من مدعي عام التمييز غسان عويدات”. ويضيف” في كل مرة نزور فيها جوزف نعود بلائحة أغراض بسيطة، وبقناعة لا تتغير أن ضميره مرتاح على رغم شعور الأسى لديه بسبب الظلم الذي لحق به”.

في انتظار البت بطلب إخلاء السبيل الذي تقدمت به عائلة الرائد النداف، لا يتوقع حليم النداف حصول أي تطور”أقله خلال الأيام العشرة المقبلة ريثما ينتهي البيطار من دراسة طلبات الإخلاء ويرجح أن تتم على دفعة واحدة وليس إفرادياً ونحن على ثقة بمصداقية ومناقبية عمل القاضي بيطار”.

مصادر قانونية توقعت أن تشمل قرارات إخلاء السبيل بين 13 و14 موقوفاً، ومنهم من “يستنفد قريباً فترة العقوبة التي يمكن أن يحكم بها في جرم التقصير والإهمال الوظيفي”. علما أن الإدعاءات واحدة وهي تبدأ بالإهمال والتقصير وتنتهي بالتسبب بالتفجير وقتل الناس وتدمير العاصمة بيروت.
ولفتت المصادر إلى أن “القاضي البيطار كوّن نظرة جديدة ومختلفة عن تلك التي كانت موجودة ومكرّسة بفعل التحقيقات التي أجراها المحقق العدلي السابق فادي صوّان”. وتشير المصادر “إلى أن القاضي البيطار مدرك لكل التداعيات لكنه لن يتردد في إصدار أي قرار يراه مناسباً”.

من جهتها، أوضحت جيرالدا والدة المهندسة الموقوفة نايلة الحاج عبر “المركزية” أنها لاحظت “ارتياحا على وجه نايلة عندما زارتها عقب جلسة استجوابها ونقلت إليها ان كل شيء بدا مختلفا عما كان عليه خلال فترة تسلم القاضي صوان الملف. لكن قرار استعادة حريتها يبقى مدار شك ولن تصدق أو تتأمل خيرا، إلا عندما تعود إليها حريتها”.

وتروي جيرالدا تفاصيل اللقاء مع القاضي البيطار بعدما كان القاضي صوان يرفض مقابلتها كما كل أهالي الموقوفين: “بعد يوم واحد على طلب الموعد استقبلني في مكتبه وكان إيجابيا إلى أقصى حد. قلت أنني لا أريد إلا العدالة لإبنتي نايلة فأجاب:” تأكدي أنني لا أحكم على بريء بالسجن وعلى مجرم بالحرية. فالدم الذي أهدر في المرفأ لن يذهب هدرا”.

على هذا الأمل تنتظر جيرالدا لتعيدّ مع نايلة فرح القيامة الحقيقية.